ترأس صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، عشية أول أمس الأحد بالجديدة، حفل تسليم الجائزة الكبرى لجلالة الملك محمد السادس، برسم المرحلة الثالثة والأخيرة من النسخة الثامنة للدوري الملكي المغربي الدولي للقفز على الحواجز، التي احتضنها مركز المعارض محمد السادس بالجديدة على مدى أربعة أيام، ضمن فعاليات معرض الفرس، المنظم تحت الرعاية الملكية السامية. وتحت تصفيقات الجمهور الغفير الذي حج بكثافة إلى مركز المعارض، التحق صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن بالمنصة الشرفية، حيث تتبع سموه بعض أطوار الجائزة الكبرى لجلالة الملك محمد السادس التي تتوج أربعة أيام من التباري والتي ظفرت بها الفارسة البلجيكية فيرجيني ثنون رفقة الفرس "هاي تيك دو سيبتون" في أعقاب الجولة الثانية التي عرفت مشاركة12 فارسا من ستة بلدان (سويسرا وبلجيكا وفرنسا وقطر والأردن ومصر). وفي ختام هذه المحطة الثالثة من الدوري الملكي المغربي، المنظمة من طرف جمعية معرض الفرس للجديدة تحت إشراف الجامعة الملكية المغربية للفروسية والاتحاد الدولي للفروسية، سلم صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن الجائزة الكبرى لجلالة الملك محمد السادس للفارسة الفائزة. كما سلم سموه جوائز للفرسان أصحاب المراكز الأربعة الموالية، وهم على التوالي السويسري بيوس شويزير والفرس "بالو روبين"، والقطري محمد باسم والفرس "أرجليت سكويد"، والفرنسي سيمون دليستير والفرس "غان لاين"، والفرنسي الآخر سيفرين هاليرو والفرس "رادجا دارتيمز". وفي نهاية هذه التظاهرة الرياضية الدولية الكبرى، أخذت للفرسان الخمسة المتوجين صورة تذكارية مع صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن. وقدد حققت الدورة العاشرة لمعرض الفرس للجديدة كل غايات تظاهرة تعد بمثابة مرآة تعكس العناية الموصولة التي توليها المملكة لتراث الفروسية المغربية بكل تجلياتها. وساهم هذا المعرض في إبراز موروث تربية الخيول بالمغرب وإشعاع فنون الفروسية التقليدية ومختلف الحرف المتعلقة بالفرس على المستوى الدولي، وذلك بحضور تغطية إعلامية وطنية ودولية مكثفة. وسلطت النسخة العاشرة لمعرض الفرس التي نظمت هذه السنة تحت شعار "معرض الفرس.. عشر سنوات من الولع والاعتزاز"، الضوء على مختلف نواحي تربية الفرس وسلالاته والمهن المرتبطة به، من خلال طبق غني ومتنوع يجمع بين العروض الفنية والاستعراضية واللقاءات التواصلية والندوات الموضوعاتية، فضلا عن التعريف بهذا القطاع، سواء داخل أو خارج المملكة، إلى جانب ضمان استمرارية جسر التواصل بين المعرض والجمهور. وشكلت هذه الدورة، على غرار الدورات السابقة، مناسبة للتعريف بغنى التراث المغربي في مجال الفروسية، وإبراز معالمه خاصة في فنون الفروسية التقليدية "التبوريدة"، إلى جانب تسليط الضوء على الحرف المرتبطة بها، فضلا عن إبراز مزايا الخيول خاصة العربية الأصيلة والعربية – البربرية. كما أتاحت فضاءات المعرض فرصة لاستمتاع الجمهور الذي تجاوز 200 ألف زائر، حسب المنظمين، وحج من مختلف مدن المغرب بمختلف الأروقة والأنشطة التي شملها برنامج المعرض، والتي ضمت فضاءات دار الصانع وفضاء الجهات وفضاء المساندين وفضاء مؤسساتيا (الأمن الوطني والقوات المسلحة الملكية والحرس الملكي والدرك الملكي والقوات المساعدة)، إلى جانب فضاء الفن والثقافة، وفضاء دولي، وفضاء المربين، وفضاء الجامعة الملكية المغربية للفروسية، والمنظمة العربية للخيول، وورشات الصباغة والرسم. وتضمن البرنامج العام للمعرض، عددا من المسابقات، توزعت بين كأس المربين المغاربة للخيول العربية، والمباراة الدولية لجمال الخيول العربية الأصيلة، والبطولة الدولية للخيول البربرية، والبطولة الوطنية للخيول العربية البربرية، فضلا عن مباريات للقفز على الحواجز، من فائتي نجمة واحدة وثلاث نجوم، برسم المحطة الثالثة والأخيرة للدورة الثامنة للدوري الملكي المغربي، بمشاركة ألف من الخيول وأزيد من 700 فارس مثلوا 35 بلدا عربيا وإفريقيا وأوربيا. وتميزت هذه الدورة أيضا بتنظيم الدورة الثانية للجائزة الكبرى لجلالة الملك محمد السادس لفنون الفروسية التقليدية التي عادت إلى سربة المقدم عزيز الفاتحي عن جهة بني ملال – خنيفرة التي تألقت وأمتعت. وشمل برنامج الدورة الحالية لمعرض الفرس أيضا تنظيم عدد من المحاضرات الثقافية والعلمية والندوات الموضوعاتية، فضلا عن فضاء تربوي وترفيهي مفتوح أمام الأطفال، ضم مجموعة من الفقرات التي تسعى إلى تسهيل نقل ثقافة الفرس إلى الزوار من الناشئين، إلى جانب أمسيات عروض الفروسية قدمتها فرق من داخل وخارج المملكة، وإقامة مسابقة خاصة بالفرس من فئة "البوني" ومسابقات فنية أخرى مخصصة لناشئين ممثلين لعدة عمالات من المملكة.