وجه حزب التحالف من أجل مليلية المعارض انتقادات لاذعة إلى خوان خوصي إمبرودا، رئيس الحكومة المحلية للثغر المحتل، الذي هاجم السلطات المغربية في مناسبات متكررة بسبب إغلاقها الممر الجمركي "بني انصار" مطلع شهر غشت الماضي. وقال المغربي مصطفى أبرشان، زعيم التحالف الحزبي المذكور، إن إمبرودا يبحث عن مساحة لزرع العداء بين الرباطومدريد من خلال الإدلاء بتصريحات غير مسؤولة، عوض مطالبة السلطة التشريعية بالعاصمة مدريد بتوقيع اتفاقية للصداقة وحسن الجوار مع المغرب. وتابع أبرشان، في تصريحات نقلتها منابر إعلام محلية إسبانية، أن حاكم مليلية يعرب في كل مرة عن أسفه إزاء صمت حكومة الزعيم الاشتراكي بيدرو سانتشيث بشأن القرار الانفرادي المغربي، المتمثل في إغلاق معبر "بني انصار"، مقابل الإشادة بموقف الحكومة المحلية التي يتزعمها. وزاد القيادي ذاته أنه "من المؤسف أن يعبر الرئيس إمبرودا عن شعور بالازدراء تجاه أطراف معينة من أجل حماية مصالح شعب مليلية"، مضيفا أنه من الضروري العمل على ضمان علاقات ثنائية جيدة مع المغرب، بدل خلق العداوة من قبل الممثلين الشرعيين لساكنة المدينة. ودافع زعيم التنظيم المعارض بالثغر المحتل عن فكرة التقدم بمقترح برلماني يهدف إلى الضغط على الحكومة المركزية بمدريد بغرض توقيع اتفاقية لحسن الجوار تتوخى "المنفعة المتبادلة في الميدان التجاري والتنموي والاقتصادي والتاريخي والثقافي، كما هو الحال على امتداد عدة أعوام"، وفق تعبيره. وأضاف أن "القيادي الشعبي إمبرودا يريد إعطاء دروس في الوطنية للعاهل الإسباني فيليبي السادس ورئيس الحكومة الاشتراكية الحالية"، مشيرا إلى أن حاكم مليلية يطمح من خلال فهمه الخاطئ للوطنية إلى "الوصول إلى السلطة وخداع المخيال الجماعي للساكنة". وأوضح أبرشان أن إمبرودا يراهن على المواجهة وخلق فضاء للعداوة، سواء مع المغرب أو الحكومة المركزية، التي يتهمها ب"التقصير بشأن توفير الأمن على مستوى المعابر الحدودية الفاصلة بسبب النقص الحاصل في أعداد عناصر الأمن المرابطة الساهرة على ضمان حركة سلسلة للأشخاص والعربات". وسبق لرئيس الحكومة المحلية بمليلية أن وصف قرار إغلاق المعبر من طرف السلطات المغربية ب"العمل العدائي المُستهدف للاقتصاد المحلي". كما صرح أيضا أنه تمت المصادقة بالإجماع على قرار دستوري يتضمن أهم الإجراءات التي سيتم اتخاذها بغية مواجهة "الحصار البري المغربي".