وسَط خطر مُحدق يدرس تلاميذ المدرسة الابتدائية بدوار أوكرضا سموكن، الواقعة بتراب قيادة تمنارت عمالة طاطا، بسبب تواجد المدرسة وسط وادٍ لا شيء يحمي التلاميذ من خطر حمولته حين هطول الأمطار؛ ذلك أنّ المدرسة لا تتوفر حتى على سور يحول دون تدفق مياه الوادي إلى داخل الفصول، كما حصل خلال الفيضانات الأخيرة التي عرفتها طاطا والتي اضطر معها التلاميذ ومدرّساتهم إلى هجرها لمدة عشرة أيام، ولم يعودوا إلى استئناف الدراسة إلا قبل ثلاثة أيام. "حياة أطفالنا يمكن أن يعصف بها الوادي في أيّ لحظة. ما يُنقذهم من خطر الموت هو اتصالات سكان الدواوير الأخرى المجاورة التي يمر بها الوادي أوّلا، الذين يُعلموننا بقدوم الوادي، فنسارع إلى المدرسة لإجلاء أطفالنا، لكنْ ماذا لو تعطلت شبكة الهاتف؟ ستحدث كارثة لا قدر الله، وسيغرق أطفالنا"، يقول حسن أوبلعيد، أحد سكان دوار أوكرضا سموكن لهسبريس. الفيضانات الأخيرة التي شهدها دوار أوكرضا سموكن جعلت منسوب المياه التي غمرت فصول مدرسة القرية يرتفع إلى عُلو متْر، كما غمرت المياه غرفة المدرّسات، وحين امتصّت الأرض الماء خلّفت طبقة من الأوحال، اضطرت المدرسات اللواتي أضحيْن "لاجئات" عند سكان القرية، بعد أن تضرر متاعهنّ، إلى التشمير عن سواعدهن لإزالتها، وإعادة الأقسام إلى حالتها الطبيعية. ويُظهر مقطع فيديو صوَّره مواطنون من دوار أوكرضا سموكن الوضعية المزرية التي آلت إليها المدرسة بعد أن غمرتها مياه الوادي، والتي ألحقت أضرارا كبيرة بالفصول وغرفة المدرّسات، مطالبين المسؤولين المحليين بالتدخل العاجل لتحويل المدرسة إلى مكان آمن، أو على الأقل إحاطتها بسور لحماية الصغار ومدرساتهم من خطر الموت المحدق بأرواح. ويقول سكان دوار أوكرضا سموكن إن مطلب إحاطة مدرسة قريتهم بسور أمر حتمي، خاصة وأنّ الخطر المهدد لحياة أطفالهم لا يزول بانقطاع مياه الوادي عن التدفق، بل يستمر لمدة شهرين أو أكثر، بسبب البحيرات التي يخلفها الوادي، والتي لا تفصلها سوى بضعة أمتار عن المدرسة، "إلى غير زْلق شي درّي مْشا"، يقول أحد الآباء. ويعلّق مواطن آخر: "المدرسة منسية، والقرية كلها منسية، وكأننا لا نساوي شيئا في نظر المسؤولين. أخبرنا مسؤولي الجماعة بهذا الأمر مرارا وتكرارا، لكن دون أن نتيجة، قدمنا لهم طلب إحاطة المدرسة بسور أكثر من مرة، ونتلقى جوابا واحدا، هو انتظروا، ولكن إلى متى سنظل ننتظر؟ حتى يجرف الوادي أحد أطفال القرية؟".