علمت جريدة هسبريس الإلكترونية من مصدر مطّلع من المنقّبين الموريتانيين عن المعادن أن دورية تابعة لحرس الحدود الجزائري دخلت صباح الجمعة الماضي إلى الأراضي الموريتانية في منطقة "الشكات"، على بُعد أقل من ثمانية كيلومترات من الحدود الجزائرية، دون إشعار السلطات في نواكشوط، حيث دخلت في نقاشات مع عدد من المنقّبين الذين كانوا يزاولون أنشطة التعدين الأهلي في أحد المقالع داخل حدود بلادهم. وأوضح المصدر الذي تحدّث لهسبريس أن "هذا الحادث أثار تخوفًا واستغرابًا كبيرين في صفوف المنقّبين الموريتانيين المتواجدين في المكان الذي توغّلت فيه الدورية الجزائرية، بحكم أن أفرادها كانوا يحملون أسلحة"، مضيفًا أن "حرس الحدود الجزائري ادّعوا الاشتباه في وجود عناصر إرهابية في المكان الذي لا يبعد سوى كيلومترات قليلة عن نقاط تمركز الدرك الموريتاني". وأكد المصدر الموريتاني ذاته أن "المنقّبين الموريتانيين تحدّثوا مع أفراد الدورية، وأكدوا لهم أنهم يزاولون نشاطًا مرخّصًا، وقاموا بالاتصال بالدرك الموريتاني وممثلي شركة معادن موريتانيا، الوصية على قطاع التعدين في البلاد، الذين وصلوا على وجه السرعة إلى المكان"، موردا أن "أفراد الدرك الموريتاني تحدثوا لقائد الدورية الجزائرية عن سبب الدخول إلى هذه النقطة وعدم الاتصال بالسلطات الموريتانية، فكان جوابه أنهم وجدوا صعوبة في التواصل مع عناصر الدرك الموريتاني". وتابع مصدر هسبريس بأن "الدورية الجزائرية اضطرت بعد ذلك للانسحاب خلف الحدود"، مؤكدًا أن "هذا الحادث أثار ذعرًا كبيرًا في صفوف المنقّبين الموريتانيين، مخافة تعرضهم لإطلاق النار من طرف عناصر الدورية، خاصة أن التبريرات التي قدمها قائدها بشأن توغلها داخل الأراضي الموريتانية غير مقنعة وتنطوي على انتهاك للسيادة الموريتانية". وسجل المتحدث أنه "من غير المفهوم والمنطقي أن تدخل عناصر حرس الحدود الجزائري إلى أراض موريتانيا بحجة الاشتباه في وجود عناصر إرهابية دون التواصل مع السلطات الأمنية الموريتانية، التي لم تكن تبعد كثيرًا عن المكان"، وزاد: "حتى إذا افترضنا وجود خطر كان من الواجب إشعار الدرك الموريتاني لكي يتولى التدخل، وليس انتهاك السيادة الموريتانية بهذا الشكل". وكانت مصادر موريتانية أفادت في وقت سابق، في تصريحات لجريدة هسبريس الإلكترونية، بأن القوات الجزائرية تستعمل الرصاص الحي في مطاردة المنقبين الذين ينشطون على الحدود، وهو ما اعتبرته تصرفا مبالغًا فيها، مطالبة السلطات في نواكشوط بتعزيز وجود دورياتها على الحدود لتفادي وقوع ضحايا في صفوف المنقبين، خاصة أن الحدود الجزائرية الموريتانية لا تشهد أوضاعًا أمنية تستدعي هذا النوع من التدخلات من طرف حرس الحدود الجزائري.