علمت جريدة هسبريس الإلكترونية من مصادر مطلعة في موريتانيا أن طائرة مسيرة تابعة للقوات المسلحة الملكية المغربية قصفت صباح أول أمس الأربعاء سيارتين وشاحنة كبيرة تعود لمنقبين من ساكنة مخيمات تندوف، في منطقة "المك"، داخل المنطقة العازلة، بالقرب من الحدود الموريتانية، مؤكدة أن الحادث لم يُسفر عن أي خسائر في الأرواح. وأضافت المصادر ذاتها أن القصف تزامن أيضا مع وجود منقبين موريتانيين يزاولون أيضا أنشطة التنقيب غير القانوني في هذه المناطق، غير أنهم فروا إلى الداخل الموريتاني فور قصف الدرون المغربية سيارات المنقبين "الصحراويين"، مؤكدة أن السلطات الموريتانية، ممثلة في والي ولاية تيرس زمور في أقصى شمال موريتانيا، عقد أمس الخميس اجتماعا طارئا مع نقابات التعدين الأهلي في المنطقة، حث من خلاله المنقبين في بلاده على ضرورة احترام الحوزة الترابية. وأوضحت المصادر التي تحدثت لهسبريس أن المسؤول الترابي الموريتاني نبه إلى اتخاذ تدابير عاجلة لفرض احترام المنقبين حدود البلاد لدى ممارسة أنشطة التنقيب، كما لفت إلى ضرورة إطلاق حملات توعوية وتحسيسية واسعة النطاق في صفوفهم. وسجلت المصادر ذاتها أن المنطقة التي وقع فيها هذا القصف شهدت في السنوات القليلة الماضية حوادث مشابهة إثر تسلل المنقبين "الصحراويين" والموريتانيين إلى المنطقة العازلة، رغم أنهم واعون بالمخاطر الكبيرة التي قد تنجم عن ذلك، مشيرة إلى أن "بعض المغامرين منهم لا يتوانون في الدخول إلى هذه المنطقة طمعا في غنيمة سريعة، إلا أن المشكل يقع عندما يأتون بالسيارات لحمل ما جمعوه من الحجارة التي تحتوي على الذهب". وأوردت مصادر هسبريس أن "المنقبين يحاولون تجنب قصف الطائرات المسيرة المغربية عن طريق ترك السيارات في مكان بعيد عن مكان التنقيب، مع تجنب اصطحاب الهواتف وأي أجهزة أخرى يمكن أن تدل على مكانهم"، مشيرة إلى بعض القواعد المعروفة في أوساط المنقبين والمهربين، خاصة في ما يتعلق بتوقيت الطلعات، "إذ يحاولون دائما تجنب الدخول إلى المنطقة العازلة في واضحة النهار". وشددت المصادر ذاتها على أن المنطقة العازلة كانت مستباحة في السابق من طرف ممارسي أنشطة التنقيب وبعض شبكات التهريب المرتبطة بهم، غير أن إدخال الجيش المغربي منظومات الطيران المسير في ترسانته العسكرية حد من نشاطهم في المنطقة.