استبشر المواطنون بأمطار الخير التي عمت الكثير من المدن طيلة الأيام الأخيرة، والتي شهدت منذ الخامسة من صباح الخميس1 نونبر 2012 تساقطات مطرية غزيرة بلغت مداها ب118 ملمتر في منطقة أولاد عيسى بإقليمتارودانت حسب ما أكده مصدر موثوق من المديرية العامة للوقاية المدنية أمس ل «التجديد». وأضاف المصدر ذاته أن مدينة القصيبة بجهة تادلا أزيلال بلغت نسبة الأمطار 99 ملمتر وإفران 78 ملمتر تليها مدن أخرى بلغت أدناها 36 ملمتر بصفرو، إلى غاية الواحدة وربع من يوم أمس الخميس. و جرفت مياه الأمطار رجلين في ضواحي مراكش يشبه في وفاة أحدهما، كما اقتحمت مياه الأمطار مؤسسات رسمية ومساكن في عدة مدن و عزلت مياه الأنهار بعض القرى. و أفادت مصادر من دوار أيكوت جماعة تمصلوحت أن مصالح الوقاية المدينة عثرت على سائق الشاحنة التي جرفتها مياه وادي البهجة ضواحي مراكش. دون تأكيد حياته أو موته. و كانت السلطات المحلية قد أعلنت، حسب وكالة المغرب العربي، أن شخصين اعتبرا في عداد المفقودين? صباح أمس الأربعاء? بعد فيضان وادي البهجة? بالقرب من دوار إيكوت? وذلك بسبب الأمطار القوية التي عرفها إقليمالحوز. وأوضحت مصادر «التجديد» أن الشخص عثر عليه معلقا بغصون إحدى الأشجار الكبيرة. وفي الوقت الذي تحدثت مصادر عن العثور عن «جثة» حاولت «التجديد» أخذ معلومات إضافية من مصالح الوقاية المدينة لكنها امتنعت عن ذلك. وصلة بالأمطار أوضحت مصادر من جماعة سيتي فاطمة في قلب أرويكة أن مياه جارفة غمرت المنطقة وأحدثت خسائر خاصة لدى المقاهي التي تجعل الوادي فضاء لاستقبال الزوار، فيما لم تسجل أية خسائر في الأرواح حسب المصادر ، مشيرة أن نظام الانذار الموجود في عين المكان ساعد على ابعاد الزوار والسياح عن كل خطر محتمل. و ففي مراكش استنجد موظفو المحكمة الابتدائية بمصالح الوقاية المدنية من أجل إفراغ قبوها المغمور بالمياه . وقالت مصادر مطلعة إن هذا المبنى التاريخي لا يتوفر على قنوات مياه الصرف الصحي، مما يجعل البناية مهددة ويجعل موظفي القبو يعيشون في ظروف لا إنسانية نتيجة نزول ماء الطبقات العليا محملا بروائح كريهة على الموظفين مباشرة. و أوضحت المصادر ذاتها أن السيول غمرت أيضا مقر الارشيف الجهوي بطريق الصويرة مما قد يهدد آلاف الملفات المحفوظة به والتي يتم نقلها بانتظام من المحاكم. وفي جهة تادلا أزيلال عرفت حركة المرور أول أمس الأربعاء انقطاعا دام أزيد من 12 ساعة في نقطة «تسكدال «على الطريق الرابطة بين جماعة أغبالة وجماعة بوتفردة الجبليتين. وأكد موحا .ع أحد أبناء المنطقة في اتصال ل «التجديد» أن العديد من سكان الجماعتين حوصروا بسبب الأمطار والسيول الغزيرة التي عرفتها المنطقة خاصة وأن هذا المقطع الطرقي في حالة مهترئة على مسافة 2 كلم تقريبا تستحيل معها. واوضح المتحدث ل «التجديد» أن رجال منطقة تيزوكات اضطروا إلى التشمير عن سواعدهم ومعاولهم لفتح الطريق أمام وسائل النقل خاصة وأن منطقتهم تعرف في هذا الفصل تنظيم الأعراس. ولم يذكر موحا أية خسائر مادية أو بشرية مهمة سوى انهيار منزل مهجور ببوتفردة . وفي السياق ذاته غمرت مياه السيول عدة منازل بحي المسبح بقصبة تادلة أول أمس الأربعاء. وعزا حسن بومحندي رئيس بلدية قصبة تادلة في اتصال ل «التجديد» ذلك إلى المياه الغزيرة التي تدفقت على المدينة قادمة من شعاب مولاي بوعزة والمناطق المجاورة والتي هدت جدارا واقيا قبل أن تتسرب إلى المنازل وتلحق الأضرار بآثاث السكان. وفي فاس، تستمر معاناة ساكنة الحي الصفيحي ظهر المهراز ككل سنة، إذ أدت الأمطار الغزيرة التي عرفتها المدينة طيلة الثلاث أيام الماضية إلى «غرق» بعض المنازل التي دخلت إليها مياه الأمطار، وأكدت مصادر محلية، أن الأمطار تدخل إلى «البراريك» التي بها ثقوب في سقوفها، وتخشى الساكنة من أن تتكرر «كارثة» السنة الماضية عندما غمرت المياه العديمة المنازل المبنية من الطين والقزدير نتيجة انفجار قنوات الصرف الصحي بفعل الأمطار الغزيرة، حيث أتلفت كل الأواني والتجهيزات الكهربائية والأثاث المنزلي لحوالي 20 منزلا، في حين تضررت باقي المنازل التي يصل عددها الإحمالي 1590 بشكل متفاوت. و في سطات تضررت العديد من المنازل الموجودة بشارع شنقيط و المتاخمة للسكة الحديدية (خلف مقر جمعية السلام)، من مياه أمطار يوم أمس الأربعاء التي غمرت بيوتهم وتسببت لهم في خسائر مادية، جراء تجمع مياه غزيرة بأرض تابعة للمكتب الوطني السكك تقع خلف بيوتهم، فتسللت المياه من تحت أركانها لتخرج فوق سطح حجراتهم. وأفاد أحد المتضررين ل»التجديد» أنه لولا إحداث ثقب بسور للأرض المذكورة، لحدثت كارثة إنسانية. ومن ناحية ثانية غمرت مياه الأمطار منزلا بحي الفرح 2 بالقرب من مدرسة المصباح، قادمة من أرض خالية خلف المنزل، متسببة في سقوط حائط للحديقة، الشيء الذي تسبب في امتلاء حجرات المنزل بالمياه إلى اكثر من متر حسب إفادة أحد أقرباء صاحب المسكن. وفي سياق متصل غمرت مياه الأمطار شوارع المدينة، بسسب ضعف البنية التحتية، متسببة في صعوبة تنقل الراجلين والسيارات. ويذكر أن شخصين لقيا مصرعهما بطاطا وجرح ثلاثة آخرون يوما قبل عيد الأضحى في أحد الأودية بجماعة أقا يغان بسبب فيضان أحد الأودية بتلك المنطقة بعدما باغتتهم مياه الوادي وهم وسطه ليجرفهم التيار ويلقي بهم على ضفة الوادي. وقد كان الضحايا قادمين من أحد الأقاليم الجنوبية لقضاء عطلة عيد الأضحى بمدشر أوزان التابع لإقليمتارودانت والذي لاتربطه أي طريق بالنفوذ الترابي الذي ينتمي إليه حيث يضطر السكان إلى الاتجاه إلى جماعة أقايغان التابعة لإقليم طاطا ليكملوا طريقهم بعد ذلك في الاتجاهات الأخرى. وتم نقل الضحايا على الساعة الحادية عشرة صباحا من يوم الخميس الماضي إلى المستشفى المحلي بطاطا ليدفن رفاث الفقيدين بإحدى المقابر ببلدية طاطا.