بعد أسبوعين من دخول فصل الخريف، ومع اقتراب سقوط الأمطار والثلوج وانخفاض درجة حرارة الجور، وجهت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي مذكرة إلى مديري الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، تحثهم فيها على توفير الحماية من مخاطر سوء الأحوال الجوية للتلميذات والتلاميذ والأطر العاملة بالمؤسسات التعليمية. وقالت الوزارة، في مذكرتها إلى مديري الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين، إنّ مجابهة الأخطار والتقلبات الناجمة عن سوء الأحوال الجوية "تقتضي التحلي بأقصى درجات الحيطة والحذر، واتخاذ كل التدابير الاحتياطية والاستباقية الضرورية، التي من شأنها ضمان سلامة التلميذات والتلاميذ والأطر التربوية العاملة بالمؤسسات التعليمية خلال فترة التقلب المناخي". ويُعاني التلاميذ والأطر التربوية، خلال موسم التقلب المناخي الممتد طيلة فصل الشتاء، الأمرّين، خاصة في المناطق الباردة، حيث تنخفض درجة الحرارة إلى ما دون الصفر مع تساقط الثلوج، في ظل افتقار المؤسسات التعليمية في المناطق النائية للتجهيزات الكفيلة بتوفير التدفئة للتلاميذ والأطر التربوية، حيث ما زالت العديد من المؤسسات تستعين بوسائل تقليدية لصدّ موجة البرد القارس الذي يجمّد الأجساد داخل الفصول الدراسية، كما يعانون من تقلب الأحوال الجوية، وما تخلفه من فيضانات تشكل خطرا على حيواتهم. ولمواجهة هذه الظروف، حثت وزارة التربية الوطنية مديري الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين على الالتزام بالتوجيهات التي أقرتها الوزارة، وفي مقدمتها تشكيل لجنة محلية لليقظة والتنسيق والتتبع على صعيد المؤسسات التعليمية، تُوكل مهمة الإشراف عليها إلى مدير المؤسسة التعليمية، تتولى تنسيق وتتبع العمليات والتدخلات في مجابهة مختلف الوضعيات المحتملة. ويبدو أنّ النشرات التحذيرية التي تبثها مديرية الأرصاد الجوية الوطنية أضحت تكتسي أهمية بالغة في توفير الحماية للتلاميذ وأطر المؤسسات التعليمية، حيث حثت وزارة التربية الوطنية مديري الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين على "التعامل الجدّي والفوري" مع النشرات التحذيرية للأرصاد الجوية الوطنية، لاستباق وتفادي كل الأخطار المحتمل أن تترتّب عن سوء الأحوال الجوية. وحثت وزارة التربية الوطنية كذلك مديري الأكاديميات الجهوية للتربية والتكوين على نقل توجيهات السلطات المحلية والجهات المعنية إلى التلاميذ وأولياء أمورهم والعاملين بالمؤسسات التعليمية، وإخبارهم بشتى الطرق المتاحة بالمخاطر المحتملة والتدابير المتخذة من لدن الجهات المعنية، وتعليق خدمات النقل المدرسي بالمناطق المعرضة للسيول والانجرافات، والتوقيف المؤقت للدراسة عند الضرورة، وإخبار التلاميذ بشكل مبكر بفترات تعليق الدراسة لتلافي تنقلهم إلى المؤسسات التعليمية. وبخصوص مواجهة تدنّي درجات الحرارة خلال فصل الشتاء، دعت الوزارة إلى تجهيز المؤسسات التعليمية والداخليات الموجودة في المناطق التي تعرف تساقطات ثلجية أو التي تعرف انخفاض درجة الحرارة بوسائل التدفئة، وتوفير أغطية إضافية بالداخليات لمواجهة موجة البرد.