شهد شارع محمد الخامس بالرباط غير بعيد عن مقر البرلمان المغربي، مساء الثلاثاء، تنظيم وقفة تضامنية مع الشعب الفلسطيني دعت إليها المبادرة المغربية للدعم والنصرة، تنديدا بالاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى وهدم قرية خان الأحمر. رشيد الفلولي، المنسق الوطني للمبادرة المغربية للدعم والنصرة، قال إن تنظيم هذه الوقفة "جاء في سياق عام هو اعتبار المبادرة قضية فلسطين أولى قضايا النصرة، وأنها تحتاج منا عملا وجهدا جبارا التزاما بعهد المغاربة مع القدسوفلسطين واستمرارا في جعل المغرب لها أولى أولوياته". وأضاف المنسق الوطني للمبادرة أن السياق الخاص للوقفة هو "الاقتحامات اليومية للمسجد الأقصى وتدنيسه في تنفيذ لمخطط جهنمي يسمى بالتقسيم المكاني للأقصى في إطار سياسة تهويد القدس، ويأتي بعد القرار الأرعن للرئيس الأمريكي أي "صفقة القرن"، التي وجد فيها الكيان الصهيوني غطاء ومشروعية لتكريس ما يسمى بيهودية الدولة". واسترسل الفلولي مؤكدا أن هذا القرار يسائل هذه "الدول والأنظمة العربية، والمغرب الذي يترأّس لجنة القدس، والشعب المغربي، والقوى الحية بالمغرب؛ لذلك كان الهدف من تنظيم هذه الوقفة التنبيه والتحسيس بخطورة الوضع في القدس والتعبير عن التضامن مع مسيرة العودة الكبرى التي سقط فيها مئتا شهيد". من جهته، قال عبد الرحيم شيخي، رئيس حركة التوحيد والإصلاح، إن المشاركة في هذه الوقفة "أداء لجزء يسير من الواجب الذي على عاتقنا جميعا كشعب مغربي، وكمسلمين تجاه القضية الفلسطينية، وتجاه الشعب الفلسطيني الذي يتعرض منذ عقود للتّهجير والتقتيل والعدوان واغتصاب الأرض". وذكر شيخي أنه "في ظل التراجع والضعف العربي في الآونة الأخيرة هناك استمرار للآلة الصهيونية الغاصبة تتزامن مع تهجير قرية الخان الأحمر ومحاولة هدمها حتى يستوطنها المستوطنون، وهناك اقتحامات متعددة للمسجد الأقصى المبارك، وهناك أيضا سعي حثيث لتمرير صفقة القرن التي هي صفقة من أجل تصفية القضية الفلسطينية". كما وضح رئيس حركة التوحيد والإصلاح أن المشاركة في الوقفة التضامنية مع الشعب الفلسطيني فيه تضامن مع المقدسيين ودعم لصمودهم، ثم أجمل قائلا: "وفيه طبعا تحميل للمسؤولية لكافة المعنيين، سواء لجنة القدس أو منظمة التعاون الإسلامي أو الجامعة العربية أو المنتظم الدولي، من أجل نصرة الفلسطينيين وتمكينهم من حقوقهم في أرضهم ووطنهم، وردع الكيان الصهيوني ووقفه عند حده". وقد عرفت الوقفة التضامنية مع الشعب الفلسطيني ربط اتصال مباشر مع الناطق باسم المعتصمين في قرية خان الأحمر تساءل فيه: "ألا تستحق القدس من منظمة المؤتمر الإسلامي والجامعة العربية ولو بيان شجب وإدانة واستنكار للمظاهرات ضد هدم القرية؟"، مضيفا أن "للمغاربة بابا يسمى باب المغاربة وشهداء في مقبرة الرحمة وأن القدس ليست للفلسطينيين بل لكل المسلمين". وبيّن المتحدث أن "قضية هدم القرية سالفة الذكر معركة ضد القدس لأنها البوابة الشرقية والبوابة الوحيدة"، مراهنا "على الشعب العربي لا على الحكومات في المغرب العربي أو الجزيرة العربية في الانتفاض ضد سحل المقدسيين في الطرقات ومن أجل تحرير القدس؛ لأن خان الأحمر مثل حارة المغاربة".