تذكّرت "المبادرة المغربية للدعم والنصرة" الذّكرى الخمسين لإحراق المسجد الأقصى، في بيان عنونته ب"ولازال الحريق مشتعلا". وذكرت المبادرة أن المتطرف الصهيوني مايكل دينس روهان قام بإشعال النار عمدا في الجناح الشرقي للمسجد الأقصى المبارك في 21 غشت من سنة 1969، مشيرة إلى أن النيران أتت على كامل محتويات الجناح، بما في ذلك منبره التاريخي المعروف بمنبر صلاح الدين، إضافة إلى تهديد الحريق قبَّةَ المسجد الأثرية. وأضافت المبادرة المغربية أن هذا الإجرام جاء بعد سنتين من جريمة أخرى، تمثّلت في "هدم حارة المغاربة من طرف الكيان الصهيوني بعد هزيمة سنة 1967"، مبيّنة أن هذه "أحداث أعقبتها مآسٍ ومعاناة وتنكيل بالشعب الفلسطيني والمقدسيين إلى يومنا هذا". وذكر البيان أنّ الحرائق، على مدى خمسين عاما على هذا الحدث المأساوي، ما زالت مشتعلة بالمسجد الأقصى في ظل الاحتلال الصهيوني، الذي يستغل الوضع الراهن للشّروع في تنزيل مخططات التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، في إطار "سياسة التهويد الشامل للقدس، مستفيدا من قرارات الإدارة الأمريكية بجعل القدس عاصمة للكيان الصهيوني، ونقل السفارة الأمريكية للقدس، وتوسيع المستوطنات، ومصادرة أراضي الفلسطينيين، وهدم منازلهم، وإبعاد المقدسيين لأسباب واهية، في خرق سافر لقرارات الشرعية الدولية، وضدا على الاتفاقات والمواثيق الأممية". وسجّلت المبادرة أن القدس بمقدَّسَاتها الإسلامية والمسيحية تعيش حصارا واعتداءات يومية، تتجاوز في خطورتها ما تم ارتكابه قبل 50 سنة، ثم استرسلت موضحة "تصاعدت وتيرة اقتحامات قطعان المستوطنين للمسجد الأقصى، وتم وضع برامج ضخمة للحفريّات في أساسات المسجد مما يهدد بانهياره في أي لحظة، وقام جيش الاحتلال الصهيوني في يوم عيد الأضحى المبارك بالاعتداء على المصلين بالرصاص والقنابل المسيلة للدموع، ونكّل بالمرابطين والمرابطات المقدسيين؛ من أجل تمكين المستوطنين الصهاينة من اقتحام باحات المسجد، وما أعقب ذلك من قتل واعتقال للأطفال، وجرح حراس المسجد الأقصى، ومحاولات حثيثة لإغلاق مصلى باب الرحمة، ومنع المقدسيين من الصلاة فيه". وذكرت المبادرة أنه إذا كانت "الإجراءات العنصرية للكيان الصهيوني تُجاه المسجد الاقصى"، تستثمر الوضع العربي المتردي، خاصة مع الإعلان عما يسمى بصفقة القرن كخطة لتصفية القضية الفلسطينية، فإن "صمود الشعب الفلسطيني والمقدسيين، في الدفاع عن القدس، ونجاحهم في التصدي لتهويد المقدسات الإسلامية، وقدرتهم على تجاوز العقبات والوفاء للمسجد الأقصى بكل عزيمة ومقاومة وثبات، قد أربك الكيان الصهيوني وأفشل مخطّطاته ضد القدس". وأكّدت "المبادرة المغربية للدعم والنُّصرَة" أنّها "تقف بإجلال وإكبار لصمود الشعب الفلسطيني وأهلنا في القدس، على ما قدموه ويقدمونه من أرواحهم وحريتهم فداء للأقصى المبارك"، مستحضرَة "الذّاكرة المشتركة للشَّعبين الفلسطيني والمغربي، وجهود المغارية عبر التاريخ وإلى اليوم، دولة وشعبا، في الدعم والنصرة، والتضامن مع فلسطين". كما شدّدت على "استمرار هذا التضامن والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني، حتى تحرير فلسطين، وبناء دولته المستقلة، وعاصمتها القدس الشريف".