تعيش محطة حافلات النقل الطرقي "القامرة" وسط الرباط، على غرار محطات أخرى في عدد من المدن المغربية، منذ صباح اليوم الإثنين، شللا تاما، بسبب إضراب مهنيي النقل الجماعي للأشخاص الذي سيستمر 48 ساعة، احتجاجا على ما وصفوه ب"القرارات الجائرة لكتابة الدولة في النقل"، بحسب الإعلان المعلّق في باب المحطة. ويتهم مهنيو النقل الجماعي للأشخاص المضربون عن العمل، الذين يعتزمون خوض مسيرة عبر الحافلات في اتجاه الرباط، كتابة الدولة في النقل ب"عدم إشراك المهنيين في اتخاذ القرارات التي تهمّ القطاع، ومحاولة تمرير دفتر التحملات الذي وضعته الوزارة دون اعتماد مقاربة تشاركية، وإغلاق باب الحوار في وجههم". في هذا الإطار، قال مجيد، نقال مسير شركة، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن الإضراب "كان اضطراريا فرضه السيد كاتب الدولة في النقل، بعد إغلاق باب الحوار في وجه الناقلين والسائقين"، مضيفا: "في الوقت الذي دعا فيه الملك إلى تشجيع المقاولات الصغرى والمتوسطة، فإن كاتب الدولة يتخذ قرارات ليست في صالح هذه المقاولات، بل يدعم المقاولات الكبرى". من جهته، قال رشيد السليماني، مسير شركة لنقل المسافرين: "نحن نسمع دائما عن الحوار بين كتابة الدولة المكلفة بالنقل والمهنيين، ولكن على أرض الواقع ليس هناك أي حوار"، مضيفا أنَّ "أرباب شركات نقل المسافرين يتخبطون في مشاكلَ كثيرة على المستوى الإداري بسبب الإجراءات الأحادية التي تتخذها كتابة الدولة في النقل"، على حد تعبيره. المتضرر الأكبر من إضراب حافلات نقل المسافرين هم المسافرون الذين تفاجؤوا بالإضراب؛ إذ عاينت هسبريس عشرات المسافرين القاصدين وجهات مختلفة يتوجهون إلى محطة القامرة بالرباط، قبل أن يجدوا أنفسهم مضطرين إلى البحث عن وسيلة نقل أخرى. وبحسب الإفادات التي استقتها هسبريس من عيْن المكان، فإنّ سعر تذكرة السفر من العاصمة الرباط إلى مدينة الدارالبيضاء ارتفع بشكل صاروخي؛ إذ استغل بعض أرباب شركات الحافلات غير المضربة وأرباب سيارات الأجرة الكبيرة الوضع وفرضوا ثمنا يتراوح بين 60 و80 درهما، بعدما كان في السابق لا يتعدّى 20 درهما. ولم يتسنّ أخذ رأي كاتب الدولة المكلف بالنقل لوجود هاتفه خارج الخدمة، بينما يلحّ مهنيو النقل الجماعي للأشخاص على فتح باب الحوار بينهم وبين الوزارة، "لأنّ جميع مطالبنا، سواء نحن أرباب المقاولات أو السائقين، مجمدة، وهناك خمس شركات فقط هي التي تقضي مصالحها مع الوزارة، وباقي الشركات لا تجد حتى من يحاورها"، يقول عبد الكريم الغرباوي، مسير شركة لنقل المسافرين. .