وسط حضور أمني كثيف، تظاهر المئات من سكان حي القرية بمدينة سلا، اليوم الأحد، بعد الجريمة البشعة التي أدت إلى قتل شاب في مقتبل العمر. وطالب المتظاهرون بإنقاذ قرية ولاد موسى من براثن الإجرام، وتوفير خدمات صحية تليق بالمواطنين. وكانت مدينة سلا اهتزت قبل أيام على وقع جريمة إقدام أربعة أشخاص على قتل شاب في مقتبل العمر، بطريقة تفوق في بشاعتها جرائم القتل في أفلام الرعب، حيث عمد الجُناة إلى قطْع أطراف الضحية، قبل الانتقال إلى الإجهاز عليه بذبحه من الوريد إلى الوريد. ورفع المحتجون شعارات غاضبة من قبيل: "الشعب يريد إسقاط الإجرام"، و"نريد سلا بدون إجرام"، "وبالروح بالدم نفديك يا شهيد"، و"مستشفيات بدون طب ولا طبيب"، و"لا للحكرة"، و"سلمية سلمية لا حجرة لا جنوية". وقالت محتجة غاضبة، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية: "نحن نطلب من الملك محمد السادس أن يعطي لقرية ولا موسى حقها في التطبيب والمرافق الإدارية والأمنية"، ودعت المتحدثة السلطات الأمنية إلى الاستجابة إلى شكايات المواطنين "قبل أن تقع الفأس في الرأس". وأضافت: "حنا عيالات أرملات وخايفين على وليدات القرية من الكريساح، راه كاين اللي كتمشي دير الميناج مع السادسة صباحاً ويقدر واحد مسخوط يخرج يقتلها"، قبل أن تشير إلى أن عددا من قاطني الحي لا يستطيعون الذهاب باكرا إلى مقرات عملهم بسبب الخوف من الإجرام. وطالب المحتجون بخلق مناصب شغل بالمنطقة لامتصاص بطالة الشباب العاطل، وأكدوا أن ارتفاع الإجرام له علاقة وطيدة بعدم وجود فرص عمل، خصوصا في مدينة تُعد واحدة من المدن المغربية التي ينتشر فيها الإجرام. في مقابل ذلك، أشاد محتجون بالجهود الأمنية المبذولة لتوفير الأمن لساكنة مدينة سلا، وقال أحد المواطنين في تصريح لهسبريس: "الأمن موجود بنسبة 90 في المائة بمنطقة سلا"، مضيفا أن "عناصر الأمن شرفاء ويقومون بواجبهم، ولكن هناك من يتلاعب بالملفات في المحكمة". وكانت والدة الضحية قالت إن ابنها اضطر إلى مغادرة البيت حوالي الساعة الثالثة والنصف من يوم السبت الماضي، بعد أن توالت تهديدات الجناة الذين ظلوا يلاحقونه منذ مدة، قاصدا مدينة القنيطرة لزيارة أخته، وكان ينوي مغادرة سلا والاستقرار في الرباط حيث يعمل، حفاظا على حياته. "قال لي لا أستطيع أن أمكث هنا في مدينة سلا بالقرب من هؤلاء المجرمين"، تقول والدة الضحية، مضيفة أنه "تفاجأ بالجناة يطاردونه في الشارع، واضطر للفرار، لكنَّ قواه خارت وسقط أرضا، لينقضوا عليه ويُشهروا أسلحتهم البيضاء في وجهه، قبل الشروع في تمزيق أطرافه وينهوا جريمتهم بتصفيته". وأضافت الأم أنها حاولت مرارا أن تثني الجناة عن إلحاق الأذى بابنها، بعد أن توالت تهديداتهم له، لكنهم أصروا على تنفيذ جريمتهم، قائلة: "ذهبت عندهم وتحدثت معهم، وكان جوابهم: سنقتله!"، كما اشتكت أمرها إلى والد أحد الجناة، وكان جوابه: "أنا ولدي خايب، إيلا قالّك يْقتل يْقتل!".