عملية عسكرية ضخمة، سميت "اكتساح 2018"، أقامها الجيش الجزائري بالناحية العسكرية الثالثة في تندوف، تحت إشراف رئيس الأركان، الفريق أحمد القايد صالح، الذي أطلق مجريات التحرك باعتباره تمرينا. واستعملت القوات الجزائرية الذخيرة الحية وأسلحة رجم الصواريخ، وقاذفات اللهب وصواريخ سريعة ومتفجرات فراغية، وأخرى ذات وقود جوي، بغرض "التدرب على تدمير أهداف متحركة وثابتة"، وفق القيادة العسكرية. وأوردت مصادر إعلامية جزائرية أن المناورات تستهدف، أيضا، التدرب على "توفير التغطية لعمليات تقدم العسكر المشاة ودبابات المعارك الرئيسية، والمضي قدما في تنفيذ أوامر القتال الهجومية". المنابر نفسها قالت إنه جرى تجريب قاذفات اللهب الثقيل، الشبيهة بأنظمة الصواريخ متعددة الطلقات ولها مدى إرسال طويل وقصير المدى، بالإضافة إلى صواريخ 220 ميليمترا، طولها بين 3.3 و3.7 أمتار ووزنها من 173 إلى 217 كيلوغراما؛ وتمت الزيادة في مدى إطلاقها للنيران إلى 6000 متر. وأردف المصدر ذاته بأن "الجيش الجزائري جرب المتفجرات الفراغية وقنابل الوقود الجوي، التي تطلق سحبا ضخمة من الغازات القابلة للاشتعال، وتسفر عن انفجارات واسعة النطاق؛ فضلا عن تدرب الجنود على مركبات الإطلاق المزودة بأنظمة حديثة للتحكم في إطلاق النيران، وتتمكن من تحديد مكان تواجد الهدف المقصود في غضون 90 ثانية". الخبير العسكري والإستراتيجي عبد الرحمان مكاوي قال إن "المناورات التي جرت في الناحية العسكرية الثالثة، بحضور القايد صالح، والعديد من القادة العسكريين، واستخدمت فيها الذخيرة الحية، موجهة أساسا إلى الداخل الجزائري، إذ يروم صالح التأكيد أنه أصبح الرجل القوي داخل الجزائر، وهو من سيحدد مصير رئاسة الجمهورية، سواء ببقاء بوتفليقة، أو تعيين شخص مقرب منه". وأضاف مكاوي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "العمليات فيها أيضا رسائل مبطنة إلى المغرب؛ فمصطلح "اكتساح" المستخدم سبق أن استعمله الرئيس الجزائري أحمد بن بلة إبان حرب الرمال سنة 1963، كما استخدمه الهواري بومدين في كثير من العمليات العسكرية"، وزاد: "كما أن استخدام صواريخ طويلة المدى، من نوع "صاك 8"، وطائرات مسيرة وأحادية من نوع "ميك 29"، على الحدود المغربية، فيه رسائل إلى المملكة". وأردف المتحدث بأن "وجود الضابط سعيد شنقريحة له دلالات كبيرة، إذ كان من بين الأسماء المرشحة للإعفاء، لكن حضوره ينسف هذه المعطيات، ويؤكد على حضور الرجل في الجيش لفترة أخرى"، مسجلا مشاركة بعض قادة جبهة البوليساريو الانفصالية في المناورات، وزاد متسائلا: "ما دلالات حضور وزير الدفاع الانفصالي؟ وهل للميليشيات الانفصالية دور مقبل في السياسة العسكرية الجزائرية؟".