يسعى الأمين العام لحزب العدالة والتنمية رئيس الحكومة، سعد الدين العُثماني، إلى امتصاص غضب حزب التقدم والاشتراكية الذي رفض طَيّ صفحة الطعنة التي تلقاها من أقرب حلفائه في الحكومة بعد قرار حذف كتابة الدولة المكلفة بالماء، التي كانت تشرف عليها مناضلة الحزب شرفات أفيلال تحت وصاية عبد القادر اعمارة، القيادي بحزب العدالة والتنمية وزير التجهيز والنقل واللوجستيك والماء. رئيس الحكومة حاول التخفيف من غضب الرفاق الذين قرروا عقد الدورة المقبلة للجنة المركزية لحزبهم لإنضاج موقف واضح في ما يتعلق بالموقع الذي يتعين على الحزب أن يحتله اليوم في الساحة السياسية الوطنية، والذي يمكن أن يكون المعارضة؛ وذلك بزيارته بعض قادتهم، وعلى رأسهم الأمين العام للحزب، محمد نبيل بنبعد الله. وفد "البيجيدي" كان بقيادة الأمين العام سعد الدين العثماني، وعضوية كل من مصطفى الرميد، عضو الأمانة العامة للحزب، وجامع المعتصم، رئيس ديوان العثماني، في حين مثّل "البي بي إس" في اللقاء نبيل بنعبد الله، الأمين العام، وخالد الناصري، وعبد الواحد سهيل، عضوا المكتب السياسي. وفي تصريح لهسبريس، قال بنعبد الله إن "اللقاء جاء بمبادرة من حزب العدالة والتنمية، وخاصة الأمين العام للحزب سعد الدين العُثماني"، مشيرا إلى أن "الهدف كان بحث التطورات التي شهدتها الساحة الوطنية، وخاصة حذف كتابة الدولة في الماء". اللقاء الذي احتضنه منزله، وصفه الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية بأنه "نقاش صريح"، كاشفا أن "حزب العدالة والتنمية عبّر عن الرغبة الأكيدة في مواصلة المشوار والدوافع إلى ذلك"، موضحا أن "ذلك سيكون عنصر الحسم في موقع الحزب بعد اطلاع المكتب السياسي عن تفاصيل اللقاء". من جانبه، وصف حزب العدالة والتنمية اللقاء بأنه "كان مناسبة لتقييم المرحلة وآفاق الإصلاح السياسي والاجتماعي، وآفاق علاقة التعاون والشراكة بين الحزبين"، مجددا التأكيد على قرار الأمانة العامة التي سبق لها أن أصدرت بلاغا أعلنت فيه حرصها على استدامة التحالف الذي يربطها بالتقدم والاشتراكية. ويأتي لقاء الرفاق بالإخوان في وقت سبق أن قال فيه بلاغ صادر عن قيادة "الكتاب" إن "المكتب السياسي واصل تدارس موضوع حذف كتابة الدولة المكلفة بالماء"، مشيرا إلى أنه "أعاد استحضار مختلف الحيثيات المرتبطة بالموضوع". وجدد المكتب السياسي لل"PPS"، يقول البلاغ، "التأكيد على التحليل والمواقف المبدئية المعبر عنها في البلاغ الصادر عقب اجتماعه المنعقد يوم الثلاثاء 28 غشت المنصرم"، مستغربا عدم التجاوب مع ما طالب به الحزب من ضرورة تقديم توضيحات شافية ومبررات مقنعة للمقترح الذي قدمه رئيس الحكومة بخصوص حذف كتابة الدولة المكلفة بالماء من هيكلة الحكومة. وفي هذا الصدد، نبهت قيادة "الكتاب" إلى أن تجاهل العُثماني للموضوع يؤكد عدم وجود أي معطى جديد جدير بالاهتمام، في إشارة، وفقا لتصريحات استقتها هسبريس، إلى أن الموضوع سيكون بين يدي قيادة الحزب على مستوى اللجنة المركزية.