تعمل أكاديمية المملكة المغربية، بالتعاون مع وزارة الثقافة والاتصال، على تسجيل فن الملحون بلائحة التراث الثقافي غير المادي الإنساني استناداً إلى اتفاقية منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) لحماية التراث الثقافي غير المادي التي اعتُمدت في سنة 2003. وتعتزم أكاديمية المملكة تقديم ملف موثق بهذا التراث إلى المنظمة الأممية سالفة الذكر، "حرصا على التعريف بهذا التراث الوطني، وحمايته، وتجلية مخزونه الإنساني الغني الحاضن للقيم الحضارية والإنسانية". وتوضّح الأكاديمية، في جذاذة حول مشروع إدراج هذا التراث ضمن اللائحة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لدى اليونسكو، أن "فن الملحون يأتي على رأس الأنماط الشعرية التي انفرد بالنبوغ في إبداعها المغاربة جمعا وبحثا وإبداعاً وإنشاداً"؛ وهو ما يجعل هذا الفن "ديوان المغاربة" بدون منازع لكونه حافظا لذاكرة المغرب الوطنية، والاجتماعية، والثقافية، والدينية. وتستشهد أكاديمية المملكة بأهمية تراث الملحون الكبرى التي أكدها ملك البلاد محمد السادس عند استلامه ديوان الشيخ سيدي قدور العلمي بقوله: "وقد سرّنا أن تتولى الأكاديمية إحياء تراث المغرب، بكل أنواعه وموضوعاته". وتذكّر أكاديمية المملكة المغربية بعملها على العناية بالملحون بحثا وتوثيقا ودراسة ونشراً، وإصدارها عشرة دواوين لشيوخ الملحون في إطار موسوعة الملحون التي يشرف عليها عباس الجراري، عميد الأدب المغربي وعضو الأكاديمية، وتنظيمها عدة لقاءات واحتفاليات تهدف إبرازَ الخصوصية اللغوية والفنية والحضارية لتراث فن الملحون، وتجلية أنواعه وموضوعاته. واستعرضت الأكاديمية الورشاتَ التي تعقدها بالتعاون مع وزارة الثقافة بهدف تقديم ملف موثق بهذا التراث لمنظمة اليونسكو؛ مثل الورشة الجهوية لتراث فن الملحون التي نُظمت بمدينة أرفود في ال22 من شهر يونيو الماضي، والورشة التي ستُعقد بمدينة تارودانت بتاريخ 14 من شهر شتنبر الجاري، وبأزمور في 25 من أكتوبر في السنة الجارية. ويشارك في هذه الورشات ثلة من المهتمين والباحثين بتراث فن الملحون يتم إطلاعهم على الإجراءات الوطنية الأكاديمية والتنظيمية التي تتابع من أجل تقديم هذا الملف إلى اليونسكو، وتسجيل دعمهم، وشهاداتهم حول أهمية تسجيل فن الملحون بلائحة التراث الثقافي غير المادي الإنساني، والحفاظ عليه، وترسيخ ثقافته بالمجتمع، وتوسيع النقاش في كل ما يتعلق بالملحون من أجل تطوير فنونه، وتسجيل قصائده. وتجدر الإشارة إلى أن اتفاقية اليونسكو لحماية التراث الثقافي غير المادي، التي تعمل أكاديمية المملكة المغربية على الاستناد عليها في تسجيل فن الملحون ضمن لائحة التراث الثقافي غير المادي الإنساني، تؤكد على أهمية التراث الثقافي غير المادي بوصفه بوتقة للتنوع الثقافي وعاملا يضمن التنمية المستدامة وتعمل على صَوْنه واحترامه والتوعية به على الصعيد المحلي والوطني والدولي.