تنظم وزارة الثقافة والاتصال – قطاع الثقافة – وأكاديمية المملكة المغربية، ورشة جهوية حول «فن الملحون» بمدينة أرفود، ابتداء من يوم غد الثلاثاء 8 ماي الجاري. وتندرج هذه الورشة ضمن سلسلة من الورشات الجهوية التي ستنعقد خاصة بمدن أزمور وتارودانت بالإضافة إلى مدينة أرفود والتي تجمع كافة المنتسبين إلى هذا الفن العريق من جمعيات ومنشدين وشعراء وباحثين. ويتوخى المنظمون، حسب لاغ توصلت « الاتحاد الاشتراكي» بنسخة منه، من خلال هذه اللقاءات الجهوية إشراك جميع المعنيين بقضايا «ديوان المغاربة» أو فن الملحون ضمن المشروع الثقافي والتراثي المتعلق بإدراج هذا الفن ضمن اللائحة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لدى اليونسكو كتراث إنساني. عرف فن الملحون في عدة مناطق من المغرب أهمها تافيلالت ومكناس وفاس وسلا والرباط وأزمور والدار البيضاء ومراكش وتارودانت وأسفي والقنيطرة. وانطلقت بداياته الأولى وسط الصناع الحرفيين حيث جادت قريحتهم بكلام موزون تغنى به مولعون وعشاق المعاني والألحان. فاستطاع الملحون أن يصور كل مناحي الحياة اليومية، وكان فسحة للحرفيين للتغني والترويح عن النفس سواء من خلال النزاهة أو خلال الجلسات الخاصة. وتناول الملحون مواضيع متعددة من أهمها المدح، وخاصة أمداح الرسول صلى الله عليه وسلم، وما يعرف داخل الأوساط الملحونية بمفهوم العشاقي وهو كل ما يرتبط بالغزل. ومن مميزات القصائد الملحونية أيضا أنها تعتمد منهاج السرد والحكي في تناول الموضوع. وهو وصف دقيق ومرتب بشكل يضفي على القصيدة طابع قصة مسترسلة. فقد تفرد شعراء الملحون في وصف مناحي كثيرة من قبيل الطبيعة والمأكولات وتفاصيل الحياة اليومية. ولازال الملحون إلى اليوم يواكب تطورات المجتمع وهمومه ومشاكله العصرية من قبيل الطفرات المسجلة على مستوى أنماط الحياة كالأمراض والتكنولوجيات الحديثة على سبيل المثال. ومن أجل رد الاعتبار إليه وتثمينه وإثارة الانتباه إلى الأخطار المحدقة باستمراريته وديمومته بين الناس، بادرت أكاديمية المملكة المغربية بشراكة مع وزارة الثقافة والاتصال (قطاع الثقافة) إلى الشروع في تحضير ملف ترشيح فن الملحون في أفق تسجيله ضمن اللائحة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لدى اليونسكو بموجب اتفاقية 2003 الخاصة بصون التراث الثقافي غير المادي التي صادق عليها المغرب منذ سنة 2006. فبعد الاجتماع التمهيدي الذي انعقد في رحاب أكاديمية المملكة المغربية يوم 9 يناير 2018 والذي تم الإعلان فيه رسميا عن البدء في تحضير الملف، تنطلق سلسلة الورشات الجهوية من مدينة أرفود بتافيلالت مهد الملحون أو «ديوان المغاربة» .