سجلت العداءة المغربية رباب العرافي ثالث أفضل إنجاز نسائي في تاريخ المشاركة المغربية في كأس العالم لألعاب القوى سابقا منذ دورة 1979 بمونريال، ووريثتها كأس القارات منذ دورة سبليت 2010. فقد حلت العرافي، أول أمس السبت، في المركز الثالث في سباق 1500م بتوقيت 4 د و 17 ث و 19 جزء من المائة برسم النسخة الثالثة لكأس القارات التي استضافتها مدينة أوسترافا التشيكية يومي السبت والأحد، والتي توج بلقبها منتخب الأمريكيتين برصيد 262 نقطة، متقدما على منتخبي أوروبا حامل اللقب (233ن)، وآسيا والمحيط الهادي ( 188 ن)، بينما تذيل الترتيب المنتخب الإفريقي ( 144 ن). وساهمت رباب العرافي إلى جانب بطلة إفريقيا في دورة أسابا (نيجيريا) الكينية ويني شبيت ( 4د و 16 ث و 1 جزء من المائة ) في احتلال المنتخب الإفريقي الصدارة في هذا السباق برصيد 14 نقطة ( 8 لشبيت و6 للعرافي )، بينما حلت ثانية الأمريكية شيلبي هولهان ( 4د و 16 ث و 36 /100). وتعد شبيت ثاني عداءة إفريقية تفوز بسباق 1500 م في هذه المسابقة بعد البطلة الأولمبية والعالمية السابقة الجزائرية حسيبة بولمرقة في دورة لندن 1994. ومكنت الرتبة الثالثة رباب العرافي من تحقيق ثالث أفضل إنجاز في سجل المشاركة النسوية المغربية في كأس العالم وكأس القارات بعد لقب نزهة بدوان في سباق 400م حواجز في جوهانسبورغ عام 1988 ، ولقب الوصافة لزهرة واعزيز في سباق 3000 م خلف العداءة الرومانية الشهيرة غابرييلا زابو في المونديال ذاته. وكانت العرافي، وصيفة بطلة إفريقيا، قد أحرزت ميداليتين ذهبيتين في دورة الألعاب المتوسطية بمدينة تراغونا الإسبانية في يونيو الفارط وسجلت رقما قياسيا وطنيا جديدا بزمن قدره 3 د و 59 ث و 15 ث، وهو سابع أفضل إنجاز للسنة في هذه المسافة. وعصف انسحاب سفيان البقالي، وصيف بطل إفريقيا والعالم، من سباق 3000 م موانع بداعي الإصابة، بأحلام المنتخب الإفريقي في احتلال ريادة الترتيب في هذا السباق الذي حسمه البطل الأولمبي والعالمي الكيني كونسيسلوس كبروتو في ظرف 8 د و 22 ث و55 /100 ، متقدما على الكندي ماتيه هوغس ( 8د و29 ث و 70/100) والإيطالي يوهانس شيابنيلي ( 7د 32 ث و 89/100)، علما أن البقالي يتوفر على أفضل توقيت للسنة ( 7د و58 ث و15/100). وكان إنجاز رباب العرافي نقطة الضوء الوحيدة على مستوى المشاركة المغربية في دورة أوسترافا إذ كانت نتائج باقي المشاركين متواضعة باحتلال لمياء الهبز ( 400م حواجز) والبشير مباركي (رمي القرص) المركز السابع، وسكينة زاكور، حاملة اللقب الإفريقي ( رمي المطرقة ) ويحي برابح ( الوثب الطويل ) المركز الثامن والأخير. يشار إلى أن للمغرب ستة ألقاب في هذه المسابقة التي أصبحت تقام بانتظام كل أربع سنوات منذ دورة 1994 بلندن، خمسة لدى الذكور وواحد لدى الإناث حققها كل من سعيد عويطة في 5000م في دورة برشلونة 1989، وبنيونس لحلو ضمن الفريق الإفريقي في سباق التتابع 400م أربع مرات عام 1992 في هافانا، وخالد السكاح في سباق 10 آلاف متر، وإبراهيم لحلافي في سباق 5000م وكلاهما في دورة لندن 1994، وأمين لعلو في سباق 1500م عام 2010 في سبليت، بينما منحت نزهة بدوان المغرب اللقب الوحيد على مستوى المشاركة النسوية في دورة جوهانسبورغ 1998 بتوقيت 52 ث و 96 /100، وهو رقم قياسي لهذه التظاهرة مازال صامدا حتى اليوم. وعلى مستوى المشاركة القارية تظل أفضل إنجازات ألعاب القوى الإفريقية التتويج بلقب كأس العالم على صعيد الذكور أربع مرات متتالية سنوات 1992 في هافانا و1994 في لندن و1998 في جوهانسبورغ و2002 في مدريد، بينما حقق المنتخب النسوي أفضل إنجاز له في دورة جوهانسبورغ باحتلاله المركز الثالث. وكان المنتخب الإفريقي يمني النفس بأن يحقق مرتبة أفضل من الثالثة التي احتلها في دورتي سبليت 2010 ومراكش 2014، لكنه تراجع في دورة أوسترافا إلى المركز الرابع والأخير. وتوج باللقب منتخب الأمريكيتين برصيد 262 نقطة متفوقا على منتخبي أوروبا، حامل اللقب بدورة مراكش ( 233 ن) وآسيا والمحيط الهادي ( 188ن)، في حين احتل المنتخب الإفريقي المركز الرابع والأخير ( 144 ن ). ويدين منتخب الأمريكيتين بهذا التتويج بشكل كبير للثلاثي الأمريكي كريستيان تايلور، الفائز بمسابقة الوثب الثلاثي وسباق التناوب المختلط 400 م أربع مرات ( عداءتان وعداءان) والكولومبية كاترين إيباركان، التي أحزت المركز الأول في مسابقتي الوثب الطويل والوثب الثلاثي، والعداءة الباهامية شوناي ميلر ويبو ، التي فازت بسباقي 400 و 200م. وفاز الأفارقة بثمانية سباقات وهي 100 م إناثا بواسطة الإيفوارية جوزي ماري تالو، و800 م ذكورا وإناثا بواسطة الكيني كيبكورير إيمانويل والجنوب إفريقية كاستر سيمينيا، و 1500م ذكورا وإناثا من خلال الكيني أليجاه مونتنوي ماناغوا ومواطنته ويني شبيت، والوثب الطويل بواسطة الجنوب إفريقي روسوال سماي، و3000 موانع عن طريق الكيني كونسيسلوس كيبروتو ومواطنته بياتريس شبكويتش، حاملة اللقب العالمي والرقم القياسي العالمي، والتي سجلت بالمناسبة رقما قياسيا جديدا للتظاهرة. وإن كان المنتخب الإفريقي أنهى المسابقات في المركز الرابع والأخير فإن نجمتيه سمينيا وشيبكويتش حققتا إنجازين كبيرين في اليوم الثاني والأخير. فالبطلة الأولمبية والعالمية كاستر سيمينيا التي حلت، يوم السبت، في المركز الثاني في سباق 400م ، توجت بلقب 800م وكانت على وشك تحطيم الرقم القياسي للتظاهرة الذي هو في ملكية الكوبية أنا فديليا كيروت ( 1د و54 ث و 44 /100 ) بتسجيلها توقيت 1د و54 ث و 77 /100 ، وحلت في المركز الثاني رفقة الفريق الإفريقي للتناوب المختلط 400 أربع مرات . أما بياتريس شيبكويتش فقد فازت بسباق 3000 م موانع بزمن قدره 9 د و7 ث و 92 /100 متقدمة بفارق أزيد من 7 ث عن مطاردتها الأمريكية كورتني فريركس ( 9د و 15 ث و 22 /100)، محطمة بذلك الرقم القياسي للدورة بفارق 18 ث. لكن لسوء حظها تم إقصاء زميلتها في الفريق الإثيوبية أنسا واينشيت. وكان بإمكان المنتخب الإفريقي احتلال الرتبة الثالثة على الأقل لولا إهدار ممثليه العديد من النقط في عدد من المسابقات التي تسيد فيها في السابق وإقصاء عدائيه في أخرى ومنها سباقي التناوب 100 م أربع مرات ذكورا وإناثا. وتبقى خاصية كأس القارات كونها مسابقة تسمو فيها روح الفريق والانتماء الجغرافي، مسابقة للصداقة والتعايش بين عدائين اعتادوا المواجهة في ما بينهم في باقي التظاهرات، لكنهم أصبحوا يحملون نفس القميص ويدافعون عن ألوان نفس الفريق. فليست هناك منافسة شرسة بين الولاياتالمتحدة وجمايكا وفرنسا وألمانيا وكينيا وإثيوبيا والصين واليابان.