نظّم المئات من سكان عبدي نلمشان وتنومريت وتمساهلت ودوكو والزعلو وآيت واعزيق بجماعتي آيت ولال وتزارين بإقليم زاكورة، الأحد، مسيرة احتجاجية في اتجاه مقر الجهة، للمطالبة برفع ما سموه "العزلة والتهميش المفروضتين عليهما". وصدحت حناجر المحتجين، الذين رفضوا توقيفهم من طرف القوات العمومية، شعارات من قبيل: "يا رئيس يا مسؤول المسلك حق مشروع"، "علاش جينا واحتجينا المسالك لي بغينا"، "لالا للعزلة.. لالا للتهميش"، "يا رئيس بركا من الكذوب". وكان السكان المشاركون في هذه المسيرة، التي قطعت مسافات طويلة بين تمساهلت وواكلوت نحو عاصمة جهة درعة تافيلالت مشيا على الأقدام، قد أصروا على ضرورة أن توقع الجهات المسؤولة معهم محضر بداية أشغال لبناء الطريق الرابطة بين الطريق الجهوية رقم 108 والدواوير المعنية بالاحتجاج. وحمل المحتجون، خلال الشكل الاحتجاجي نفسه، لافتات تطالب بفك العزلة عنهم وتسريع إنجاز المسلك الطرقي المذكور، في أقرب الآجال، لحماية الساكنة من الفيضانات التي تجعل المنطقة معزولة عن العالم الخارجي. حمد السعدي، فاعل جمعوي بالمنطقة المتضررة، أوضح أن السكان سئموا من أن تظل الدواوير سابقة الذكر مقصية من أي برنامج تنموي ولا تستفيد من أي مشروع، مؤكدا أن المشاركين في هذه المسيرة يطالبون بإدراج منطقتهم ضمن مخطط استعجالي للتنمية؛ لأنها تعاني من وعورة التضاريس، وتكون منعزلة خلال فصل الشتاء. وأضاف الفاعل الجمعوي، في تصريح لهسبريس، أن "كل شروط الحياة الكريمة غائبة عن منطقتنا"، مشيرا إلى أن القاطنين بهذا الجزء من جماعتي تزارين وآيت ولال يحملون مرضاهم والنساء الحوامل في نعش، مؤكدا أن المحتجين مستعدون للاستمرار في خطواتهم النضالية حتى تتم تلبية مطالبهم الدستورية والمشروعة. من جهته، أوضح المسمى يدير، وهو أحد المشاركين في المسيرة الاحتجاجية ذاتها، أن هذه الخطوة جاءت بعد أن تلقت الساكنة المعنية وعودا كثيرة ولم يتم الوفاء بها، مشيرا إلى أن المحتجين عازمون على مواصلة المسيرة إلى أن يتم تحقيق المطلب المرفوع. ولفت المتحدث إلى أن "المسيرة سلمية، ونسعى فقط إلى تحقيق مطالبنا المشروعة"، مبرزا أن "مجلس الجهة سبق أن وعد الساكنة المعنية بإنجاز دراسة لهذا المسلك والمساهمة في إنجازه"، موضحا أن "هذه الوعود هي مجرد حبر على ورق".