تواصلُ جنوب إفريقيا والجزائر وضْع مزيد من الحصى في حذاء الدبلوماسية المغربية، بعدما أعلنَا "مُواصلتهما دعم جبهة البوليساريو وتحريض قادة إفريقيا ضد الوحدة الترابية للمملكة"؛ بمُبرر "حشد الدعم الدولي لتنفيذ جميع قرارات الأممالمتحدة بشأن انفصال الصحراء". وحثَّ البَلَدان، في بيانٍ مُشتركٍ صادر عنهما عقب زيارة العمل التي قام بها وزير الخارجية الجزائري أمس الأربعاء لجنوب إفريقيا، حكومات دول الاتحاد الافريقي إلى الضغط على المغرب من أجل تنفيذ قرارات الأممالمتحدة لضمان انفصال الصحراء عن المملكة، قبل أن يُعلنا بشكلٍ مشترك "دعمهما القوي لاستكمال مسار تصفية الاستعمار من الصحراء وتمكين الشعب الصحراوي من ممارسة حقه في تقرير المصير"، وفق تعبير البيان. ولم تفوت الجزائر فرصة اجتماعها بقادة جنوب إفريقيا، العدو الأول للمغرب في قضية الصحراء، دون أن توجه عدد من الرسائل إلى المغرب والمجتمع الدولي، حيث أعربت عن دعمها وثقتها الكاملة في جهود جواكيم تشيسانو، المبعوث الخاص للاتحاد الإفريقي إلى الصحراء، والتزامها بالتنفيذ السريع لقرار القمة الثلاثين للاتحاد الإفريقي الذي دعا المملكة المغربية والجبهة إلى الانخراط دون شروط مسبقة في محادثات مباشرة لوضع حد للنزاع في الصحراء. وتوقف بيانُ الاجتماع الدبلوماسي الذي جمع البلدان عند المسلسل التفاوضي الجديد الذي ترعاه الأممالمتحدة، حيث أعرب الطرفان "عن دعمهما وثقتهما في الجهود التي يبذلها هورست كولر، المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء، لاستئناف المفاوضات المباشرة بن المغرب وجبهة البوليساريو وحشد الدعم الدولي لتنفيذ جميع قرارات الأممالمتحدة بشأن الصحراء. وأورد المصدر ذاته أنه "مع انضمام المملكة المغربية إلى الحاضنة الإفريقية، فإنها أصبحت ملزمة بالالتزام بالمبادئ والأهداف المنصوص عليها في القانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي، ولا سيما ضرورة "احترام الحدود الموروثة عن الاستعمار"، حيث حافظ الاتحاد على مر السنين على حق الشعب الصحراوي غير القابل للتصرف في تقرير المصير، ودعا الأممالمتحدة إلى تحديد موعد للاستفتاء على تقرير المصير"، مؤكدا أن "هذا هو موقف بريتوريا". وجددت الجزائروجنوب إفريقيا دعمهما المطلق للجبهة، وأكدتا في هذا الصدد "نحن نوفر لجبهة البوليساريو الدعم المالي اللازم للقيام بعملها الإداري وقد عرضنا استضافة مؤتمر لدعم الجبهة، وسنؤمن بحقهم في الاستقلال، وهو حق غير القابل للتصرف تملكه كل دولة"، على حد تعبير البيان الختامي. وسبق لجنوب إفريقيا أن قررت احتضان مؤتمر إفريقي دولي للتضامن مع الجمهورية الوهمية، على هامش القمة ال38 لرؤساء دول وحكومات الجماعة الإنمائية لدول الجنوب الإفريقي "السادك". وتشهد العلاقات المغربية الجنوب الإفريقية نوعاً من الانفراج بعد تعيين يوسف العمراني، الذي كان مكلفاً بمهمة في الديوان الملكي، سفيرا بجنوب إفريقيا، بعد قطيعة دامت عشر سنوات.