يواصل البرلمان الإفريقي، الذي تقوده كل من الجزائروجنوب إفريقيا، مناوراته ضد المغرب، وذلك بعد قرار مجلس الأمن الأخير، الذي جاء في سياق تعرف فيه علاقة المملكة بالأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، توترا غير مسبوق. وقرر البرلمان الإفريقي إدراج قضية الصحراء في جدول أعمال دورته الرابعة التي تنطلق اليوم الثلاثاء في جنوب إفريقيا، وذلك للتعبير عن وقوفه إلى جانب الجزائر وجبهة البوليساريو في حربهما ضد المغرب، وضرب وحدته الترابية. وقدم ممثل الاتحاد الإفريقي لدى البوليساريو، جواكيم تشيسانو، الرئيس السابق لموزنبيق، والذي كان المغرب قد رفضه، عرضا حول القضية، يهاجم من خلاله المملكة ويدافع عن أطروحة الجبهة، بعد أن قام بتقديم إحاطة حول الموضوع في مجلس الأمن. كما أن البرلمان ذاته ينظم ندوة حول الصحراء، خاصة في نقطة طالما طرحها أعداء المغرب، تتعلق بملف حقوق الإنسان واستغلال ثروات الصحراء. وأوضح الخبير في الشؤون الإفريقية أحمد نور الدين، خلال حديثه عن علاقة البرلمان الإفريقي بملف الصحراء، أن كلا من الجزائروجنوب إفريقيا قامتا بالالتفاف على منظمة اتحاد البرلمانات الإفريقية، التي يرأسها المغرب، من أجل "ضرب مصالحه الخارجية من خلال هذا البرلمان الذي لا يكتسي أي أهمية بالمقارنة مع اتحاد البرلمانات الإفريقية"، حسب تعبيره. وفي وقت قال إن "هناك حربا حول التسميات"، شدد أحمد نور الدين، في تصريح لهسبريس، على أن "البرلمان الإفريقي مؤسسة هلامية وليست حقيقية، وليست له أي صبغة قانونية أو مؤسساتية، وهمه هو مزاحمة اتحاد البرلمانات، الذي لا يعترف ب"الكيان الوهمي""، على حد قوله. وتابع المتحدث ذاته بأن تطرق البرلمان الإفريقي لقضية الصحراء، في هذا السياق بالتحديد، وبعد قرار مجلس الأمن في الأسبوع الماضي، يهدف إلى محاصرة المغرب، "في وقت تخوض الجارة الشرقية حربا شاملة ضد مصالح المملكة الخارجية على عدد من المستويات". وأوضح الخبير في الشأن الإفريقي أن الاستماع إلى تشيسانو من أجل تقديم وجهة نظره حول الملف يبين مدى الحرب التي تخوضها الجزائر ضد المملكة في جميع الجبهات، سواء على الصعيد الحقوقي أو على صعيد الاتحاد الأوروبي والدول الإسكندنافية، وكذا الكونغرس والإدارة الأمريكية وجناحها الديمقراطي الذي تقوده منظمة كينيدي، في حين أصبحت قضية الصحراء هي الشغل الشاغل للاتحاد الإفريقي.