بدا الانشراح والنشوة على محيى صلاح الدين وزير الاقتصاد والمالية، ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار زوال أمس الأحد بقاعة المؤتمرات بالصخيرات، وهو يعرض النقاط الأبرز لحصيلة الوزارات التي يتقلدها الحزب داخل الحكومة الحالية، ويتحدث عن أهم ما جاء به البرنامج الانتخابي للحزب استعدادا لاستحقاقات 25 نونبر القادم. ولم يفوت مزوار الفرصة للرد على بعض من انتقدوا حزبه، حين تمت الإشارة إلى أن الحزب يضع قدما في المعارضة وأخرى ضمن الأغلبية المشكلة للحكومة، في إشارة إلى الانتقاد الذي سبق لحزب الاتحاد الاشتراكي والاستقلال والتقدم والاشتراكية أن وجهوه لمزوار حول قانون المالية، مؤكدا أن حزب التجمع الوطني للأحرار ملتزم بالأغلبية الحكومية ومدافع عن حصيلتها. وظهر صلاح الدين مزوار في هذا اللقاء منتشيا بوزراء حزبه، وحصيلة عملهم داخل الحكومة، وبالشعار الذي رفعه الحزب لحملته "لنبني تطورنا.. جميعا"، قبل أن يعرض حصيلة عمله داخل وزارة المالية والظرفية التي واكبت التغييرات الاقتصادية العالمية التي انعكست بشكل مباشر على اقتصاد المغرب وموازنته، ورغم ذلك، يقول مزوار، فقد استطاع المغرب أن يتجاوز بنجاح الظرفية الصعبة التي عاشتها مختلف دول العالم، وكذا دول المنطقة، وحقق نموا مستقرا، كما عملت الحكومة، يقول وزير المالية، على الرفع من ميزانية العديد من القطاعات الاجتماعية من 256 مليار درهم قبل سنوات إلى 390 مليار درهم مع متم سنة 2011، مشيرا إلى أنه في الوقت الذي أفلست العديد من المؤسسات الدولية في العديد من الدول وصارت قوتها الاقتصادية هشة، حافظ المغرب على استقراره ونموه المتصاعد من خلال التشبث بالاختيارات الإستراتيجية للبلد والتدبير اليقظ لامتصاص الأزمة، وهذا ما أعطى نسبة نمو بلغت 4,7 ما بين 2008 و 2011. بعدها قدم وزير الشباب والرياضة منصف بلخياط، وياسر الزناكي وزير السياحة والصناعة التقليدية، وأمينة بنخضرا وزيرة الطاقة والمعادن، وعزيز أخنوش وزير الفلاحة والصيد البحري، حصيلة عمل الوزارات التي يتقلدونها داخل الحكومة، والتي اعتبروها في تدخلاتهم أنها إيجابية، وتعكس روح حزب التجمع الوطني للأحرار في الوزارات التي يتحمل الحزب مسؤولية تدبيرها. واختتم اللقاء، الذي حضر له حشد كبير من مناضلي الحزب من مختلف أقاليم المملكة، بعرض البرنامج الانتخابي للحزب في أفق الانتخابات التشريعية القادمة، حيث حدد الحزب لنفسه التزامات اعتبر أنها تستحق أن تحتل الأولوية في برنامجه، منها محاربة الفقر واستعادة الثقة في المنظومة التعليمية وترسيخ مبادئ التعدد والتنوع اللغوي والثقافي وقضاء مستقل وشفاف، ومحارة الفساد والرشوة.. وكلها تحديات رفعها حزب التجمع الوطني للأحرار ودافع عنها أثناء تقديم تفاصيلها في هذا اللقاء الذي دام حوالي أربع ساعات متواصلة.