تنتشر في عيد الأضحى مجموعة من الأمراض الهضمية، التي ترجع أساسا إلى الإفراط في استهلاك اللحوم الحمراء وغياب التوازن الغذائي وغياب ثقافة صحية. أمراض عيد الأضحى يقول جواد عزوزي، رئيس مصلحة المستعجلات بمستشفى محمد الخامس بمكناس، إن الأمراض التي تكثر في العيد الأضحى هي "أمراض الجهاز الهضمي؛ لأن الناس لا يحترمون النظام الغذائي، ويكون هناك عسر في الهضم بسبب الإكثار في استهلاك اللحم"، لافنا إلى أن من يعانون من أمراض الأمعاء يؤدي بهم الإفراط في استهلاك اللحم إلى انتفاخ بطونهم وآلام أو تقيؤ. وأوضح عزوزي أن من بين المشاكل الصحية التي تستقبلها مستعجلات المستشفى سالف الذكر من "يعانون من أمراض الشرايين والكوليسترول وأمراض القلب والضغط (الطونسيون)؛ فعيد الأضحى فرصة لا يحترم فيها بعض المرضى مواقيت أخذ الدواء أو يتم فيها أخذ الأدوية بصفة غير منتظمة. ويزيد المشكل عند الإكثار من اللحوم الحمراء الغنية بالكوليسترول في وقت وجيز، فإما يرتفع الكوليسترول عندهم أو الضغط، أو تحدث مشاكل أخرى كالجَلطات". ومن بين الحالات المرضية في عيد الأضحى، حسب المتحدث، من يعانون من داء السكري؛ فيُسبب لهم الإكثار من لحم الغنم اضطرابات في السكر، إلى جانب من يعانون من قرحة المعدة ف"يزيد لحم الغنمي في التأثير عليهم". في المستعجلات.. من يأتون إلى المستعجلات يعانون من "مشاكل حادة" مثل الألم أو الانتفاخ أو التقيؤ. وتحاول مصالح المستعجلات قياس مدى توازن السكر في الدم، والتحقق من غياب "مادة في جسم الإنسان تنبئ بأن نسبة السكر مرتفعة كثيرا عند المريض". وبالنسبة إلى مرضى القلب تتم مراقبة المشاكل التي يمكن أن تعاني منها قلوبهم، والتحقق من غياب "جلطة يمكن أن تشكل مشكلا، ومدى ارتفاع الضغط". وبعد تجاوز المراحل الخطيرة، تتم مراقبة الأمور الطبية الاعتيادية، إضافة إلى القيام بتحاليل. أما من يعانون من قرحة المعدة وأمراض الجهاز الهضمي؛ فتُعطاهم مسكناتٌ، ونصائحُ حول كيفية التعامل مع الأكل، إضافة إلى أدوية تخفف من حالهم. تدابير وقائية من بين التدابير الوقائية التي يجب أن يتخذها الإنسان للحفاظ على سلامة صحته في عيد الأضحى، حسب رئيس مصلحة المستعجلات بمستشفى محمد الخامس بمكناس "أن يأكل بانتظام، وأن يستهلك كمية محدودة من اللحوم الحمراء. وبالنسبة إلى من يعاني من الكوليستيرول والضغط وأمراض القلب، لا يجب أن يُستهلك لحم الغنم". وحتى من لا يعانون من الأمراض المزمنة "يجب أن يستهلكوا كمية قليلة، لا يكون فيها شحم، وأن لا يكون اللحم هو المادة الأساسية التي يستهلكونها بل الخضر والسّلَطَات". ويضيف عزوزي أن كمية اللحم المستهلكة في اليوم الواحد "لا يجب أن تتجاوز 100 أو 200 غرام، يكون معها الخبز، ثم بعد ساعتين أو ثلاث ساعات تستهلك الفواكه، مع شرب الكثير من الماء". وفي الفترة المسائية، يجب أن لا يأكل الفرد أكلا ثقيلا، كما يجب "أن يحاول أن يتعشى مبكرا بشيء مفور (مطهي بالبخار)، أو الاكتفاءُ بشوربة أو فواكه أو ياغورت، وأن لا تكون الوجبات التي يستهلكها مقلية أو مطهية على الجمر، ليرتاح الجهاز الهضمي". وشدد رئيس مصلحة المستعجلات على أنه يجب الحرص على أن لا يوقف المريض استهلاك أدويته، خصوصا تلكَ المخصصة للأمراض المزمنة مثل الضغط والقلب. ثم أجمل قائلا: "يجب أن يكون هذا العيد دينيا وليس عيد أكل؛ فيأكل الإنسان بانتظام، ويعود إلى نظامه الغذائي العادي". *صحفي متدرب