واكبت المصالح البيطرية التابعة للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية إجراءات عيد الأضحى لهذه السنة. ولم تسجّل الأطر الطبية إلى حدود اليوم أي حالة تلف أو تعفن سريع للحوم أضاحي العيد على الصعيد الوطني؛ وهي نتيجة اعتبرها المدير العام للمكتب التابع لوزارة الفلاحة، عبد الله الجناتي، "مُهمّة ومُحفّزة". وفي إطار عمليات المداومة التي تقوم بها المصالح البيطرية التابعة للمكتب الوطني المعروف اختصاراً بONSSA ، أقرَّ عدد من المدراء الجهويين التابعين للمكتب بأنَّ "الإجراءات الحازمة التي أطلقها المكتب أعْطت أُكلها، إذ لم تسجل أي حالة تعفن في لحوم أضاحي العيد بالمقارنة مع الفترة نفسها من السنة الماضية، التي شهدت ورُودَ شكاوى متزايدة للمواطنين المغاربة جراء تعفن لحوم "السقيطة" واخضرارها". وفي هذا الصدد، قالت المديريات الجهوية للمكتب الوطني للسلامة الصحية إنها لم تتلق شكايات كثيرة حول لحوم "السقيطة" بالمقارنة مع السنة الماضية، "إذ اقتصر الأمر على حالات تتعلق ببعض الأمراض الطفيلية وبعض الحالات المرتبطة بالصحة الحيوانية، والتي لا تحمل أي خطر على صحة المستهلك المغربي"، موردة أن "المصالح البيطرية تجندت طوال فترة العيد لمعاينة لحوم الأضاحي عن قرب والاستماع إلى شهادات المواطنين". يوسف الحر، المدير الجهوي للمكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الفلاحية بجهة الرباطسلاالقنيطرة، قال في تصريح لجريدة هسبريس: "تعاملنا بجدية كبيرة مع الشكايات الواردة عبر الهاتف أو عبر صفحة فايسبوك، وقمنا بإيفاد لجان خاصة نزلت إلى الميدان وتواصلت مع المواطنين بطريقة مباشرة لطمأنة المستهلك المغربي"، مؤكداً أن "أغلب الحالات المُنتقاة تتعلق باليرقات الطفيلية التي تصيب إما كبد "السقيطة" أو رئتها". وأضاف الحر، الذي يقود فريقا يضمُّ أطباء بيطريين وتقنيين ومساعدين موزعين على جهة الرباطالقنيطرة، أن "جميع الفرق مجندة رهن إشارة المستهلك المغربي"، وزاد: "قمنا أمس بإيفاد لجنة إلى مدينة القنيطرة للوقوف عن كثب على إجراءات العيد"، مردفا: "إلى حد الآن كل تساؤلات المواطنين عادية، ولم نسجل أي حالة تلف سريع للحوم". وأورد المتحدث ذاته أن فريقه تلقى أكثر من 500 مكالمة هاتفية، كلها تمحورت حول استفسارات المواطنين بشأن أمراض طبيعية مرتبطة بصحة "السقيطة"، مسجلاً "توافد المواطنين على المصالح البيطرية، حيث بلغ عددهم أكثر من 60 قدموا إلى المجازر للاستفسار عن لحوم العيد". في السياق ذاته قال رئيس قسم السلامة الصحية للمنتجات الحيوانية، عبد الغني عزي، إن الحالات الواردة "تتعلق ببعض الأمراض الطفيلية التي تصيب "السقيطة""، مضيفا: "إذا استدعت التنقل إلى المكان فإننا نوفد لجنا خاصة بالتتبع تنتقل عند المواطنين من أجل الاستماع إليهم والإجابة عن استفساراتهم". وأكمل المتحدث: "بعض الحالات المسجلة تتعلق بالتهاب الغدد اللمفاوية، وهي حالات محدودة وعادية استطعنا تطويقها بفضل جهود المصالح الدورية"، مسجلاً في الآن ذاته أن "بعض الأكباش ابتلعت أجساماً غريبة، ما تسبب في التهاب على صعيد القفص الصدري والأعضاء المتواجدة داخله، خاصة بالقلب والرئة"، قبل أن يؤكد أن "المصالح البيطرية عملت على إزالة الأعضاء المتضررة في الحالة المشار إليها"، مع تأكيده أن باقي أجزاء "السقيطة" كانت صالحة للاستهلاك. وقال المتحدث إن "بعض المنابر الإعلامية حاولت أن تروج مغالطات بخصوص تعفن إحدى أضاحي العيد"، وزاد موضحا: "قمنا بإيفاد لجنة خاصة إلى المنطقة المعنية، حيث قامت بأخذ عينة وتبين أن الأمر طبيعي ولا يتعلق بتعفن سريع". من جهة أخرى أكد محمد الدحاوي، الطبيب البيطري بالمصلحة البيطرية بالرباط، توصله بحالات قليلة من لحوم العيد التي توجب حجزها. وقال الدحاوي في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية إنه "يعمل بالتنسيق مع المصالح البيطرية على تتبع كل الحالات الواردة"، موردا: "ننتقل إلى الحالات، ونقوم بمعاينة وفحص لحوم وأحشاء الأضاحي المعنية بالموضوع، إذ تمت معاينة الأكياس المائية البادية على مستوى رئة الأضحية ووجود أجسام غريبة مثلا، وتمّ اتخاذ الإجراءات اللازمة في مثل هذه الحالات، مع التأكيد أن "السقيطة" سليمة وصالحة للاستهلاك". يذكر أن المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات العدائية اتخذ تدابير وقائية لضمان السير الجيد لعيد الأضحى هذا العام، لعل أبرزها ترقيم أزيد 6.7 ملايين من الأغنام والماعز الموجهة للذبح، وكذا مراقبة نقاط البيع.