لأول مرة في تاريخه أعلن منظمو رالي داكار 2008 إلغاء السباق منذ 30 سنة، لأسباب أمنية، وذلك في بيان أصدرته اللجنة المنظمة امس الجمعة في العاصمة البرتغالية لشبونة، التي كان يفترض ان ينطلق الرالي منها اليوم السبت ويستمر حتى 20 من الشهر الحالي. "" وبهذا تكون تهديدات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الأقصى أخذت محمل الجد وتحمل منظمو السباق خسائر مرتبطة بعائدات الاشهار والقنوات العالمية قد تصل إلى أزيد من 12 مليار دولار وحاولت اللجنة المنظمة للرالي أن تتفادى التأويلات في مبررات الالغاء في بيانها الرسمي الذي جاء فيه "بسبب التوتر السياسي الدولي الحالي، ومقتل أربعة سياح فرنسيين في 24 دجنبر الماضي، الذي ألقيت مسؤوليته على جماعة تابعة لتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، والاهم، التهديدات المباشرة التي تلقاها السباق من التنظيمات الارهابية، لم يكن أمام المنظمة أي خيار آخر خلاف إلغاء هذا الحدث الرياضي." وكانت التهديدات قد وردت في البيان الذي أصدره تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي بتاريخ 29 دجنبر 2007 بشن هجمات في موريتانيا، التي تحتضن أهم مراحل السباق. مبررة ذلك بكون النظام الموريتاني يؤمن للكفار الأجواء المناسبة لسباق الرالي، وينخرط بكل قوة في حرب الجهاد والمجاهدين تحت راية الصليبيين" كما جاء في نص البيان. ورغم الاحتجاجات المتواصلة للعديد من جمعيات المجتمع المدني بفرنسا ودعواتها المتكررة إلى منع الرالي وتوقيفه لما يمثله من استخفاف بدول القارة الافريقية وتكريس الكولنيالية القديمة بجعل البلدان المستعمرة مزبلة لدول الاستعمار وفضاءات للترويح واللعب. إلا أن الرالي كان دائما حاضرا مدعوما بلوبيه القوي والأموال الضخمة التي يدفعها هواة سباقات الرمال. وبهذا تكون القاعدة قد حققت ما عجز عنه المجتمع المدني الفرنسي . ورغم قرار الالغاء إلا أن المنظمين لا زالوا متفائلين بمستقبل الرالي، إذ أكدت اللجنة على أن رالي داكار رمز ولا شيء يستطيع تدمير الرموز و إلغاء دورة 2008 لا يشكل أي تهديد على مستقبل رالي داكار. وفي انتظار تنظيم دورة 2009 تستمر القاعدة في اصطياد السياح الأجانب بالصحراء الافريقية مكرسة هيمنتها على المنطقة ومستمرة في تحدي مشروع القيادة العسكرية الأمريكية أفريكوم.