- باعتبارك عضوا مقررا بالجامعة الملكية المغربية لسباق السيارات وكمشارك سابق في عملية تنظيم لحاق باريس- داكار الدولي، ما هي قراءتك لقرار اللجنة المنظمة بإلغاء دورة 2008 بالكامل؟ < في الحقيق لقد أصبت كعدد من هواة هاته الرياضة في العالم بصدمة قوية عند سماعي خبر اتخاذ مؤسسة (أموري سبورت أورغنيزيشن) المنظمة للحاق دكار الدولي أمس الجمعة في بيان لها، قرارا يقضي بإلغاء هاته الدورة التي تصادف الذكرى الثلاثين لانطلاق هاته التظاهرة. ففي الواقع كنت إلى جانب عدد من المتتبعين نستقصي أخبار هذا اللحاق، سواء عن طريق البطلين المغربيين المشاركين فيه، وأقصد المتسابقة سعيدة الإبراهيمي والطاوجني عبد الواحد أو عن طريق الصحافة وبعض الأصدقاء هناك ببرشلونة، وكنا ننتظر أن تتخذ اللجنة المنظمة قرارا يقضي بتعديل مسار اللحاق مثلا كما حدث ويحدث كل عام بدول إفريقيا جنوب الصحراء، أو بفرض شروط إضافية على الدول المستقبلة للحاق تلزمها باتخاذ تدابير أمنية مشددة لتأمين هذه التظاهرة الدولية الكبرى، بيد أنه على ما يبدو أن تصريحات الحكومة الفرنسية بنصح مواطنيها ومن بينهم المشاركون في سباق رالي باريس دكار بعدم التوجه إلى موريتانيا وذلك على خلفية مقتل أربعة سياح فرنسيين مؤخرا شرق نواكشوط، كانت قاعدة لاتخاذ هذا القرار التاريخي برأيي. - هل ترى بأن تهديد القاعدة أو بالأحرى أحداث موريتانيا، كانت سببا مباشرة في مضاعفة المخاطر المحيطة باللحاق، وبالتالي فتحت الباب لاتخاذ قرار من هذا الحجم؟ < ما وجب التركيز عليه بخصوص هذا السؤال هو أنه في كل دورة يعرف السباق أحداثا مؤلمة كموت متسابق أو تعرضه لإصابات بليغة بسب صعوبة المسالك خاصة بإفريقيا جنوب الصحراء، بيد أن تهديدات جماعات متطرفة زادت من المخاطر المحتملة خلال هاته الدورة، وهنا أود الاستشهاد بما جاء على لسان « أحد المنظمين وهو يتحدث إلى الصحافة عندما قال: «إن الحرص على سلامة وأمن المشاركين يأتي في المقام الأول»، وأنه لا ينبغي التسرع في اتخاذ القرار قبل الإحاطة بكل الجوانب المرتبطة بتأمين سلامة وأمن المتلاحقين». وأعتقد أن المنظمين كانوا يدركون حجم المخاطر ويقدرون مسؤولية سلامة المتسابقين فكان هذا القرار. - أنت كمتتبع لهذا اللحاق منذ سنوات، برأيك هل المنظمون كانوا متخوفين على المشاركين في اللحاق بالمغرب كذلك؟ < قطعا لا، فالمغرب منذ أن أدرج ضمن الدول التي سيعبرها اللحاق وهو يحظى بثقة المنظمين والمشاركين على حد السواء، فالمغرب كان سباقا إلى الإعلان عن التزامه بتوفير جميع شروط السلامة الأمنية للحاق فوق أراضيه، وهذا ما جعلنا نحن كجامعة وصية على هاته الرياضة نفخر بمجهودات بلادنا الأمنية بمناسبة رالي باريس داكار، بالموازاة مع ذلك وعلى ضوء التطورات الأخيرة يمكننا القول اليوم بأن المغرب من بين أكبر الخاسرين من إلغاء رالي داكار 2008، حيث سيحرم الجمهور المغربي من متابعة لأول مرة مشاركة بطلين مغربيين مباشرة. * نائب رئيس الجامعة المغربية لسباق السيارات