أصدرت مؤسسة (أموري سبورت أورغنيزيشن)، المنظمة للحاق دكار الدولي، أمس الجمعة، بيانا «استثنائيا» عمم على الصحافة، أعلنت فيه عن إلغاء دورة سنة2008 من اللحاق لأسباب أمنية، ساعات فقط على تحذير الحكومة الفرنسية لمواطنيها وكذا المشاركين منهم في اللحاق من التوجه إلى موريتانيا لذات الأسباب. واتخذت اللجنة المنظمة قرار إلغائها لهاته التظاهرة العالمية في نسختها الثلاثين، إثر مشاورات ماراطونية، حيث تشير التقارير إلى أن المنظمين لم يحسموا في هذا القرار منذ الخميس المنصرم حتى منتصف أمس الجمعة. وبرر المنظمون قرارهم غير المسبوق هذا، أمام مئات المتسابقين المسجلين في قائمة المشاركين الذين كانوا سيصلون إلى المغرب الثلاثاء القادم، بأخذهم تصريحات الحكومة الفرنسية مأخذ الجد، وهم يتدارسون الدوافع والأسباب التي حملت الحكومة الفرنسية على الإدلاء بمثل هذه التصريحات. ووفق نفس المصادر، فإنه رغم تأكد الحكومة الموريتانية من أنه لا توجد أدنى مخاطر تستوجب هذه الدعوة، وتجديد تصميمها على الوفاء بالتزاماتها الأمنية للجهة المنظمة للسباق، فإن الأخيرة فضلت تكبد خسائر مالية بدل التقليل من جدية تهديدات محتملة للقاعدة. وجاء في بيان اللجنة المنظمة: «بعد اتصالات عدة مع الحكومة الفرنسية، اتخذنا قرار إلغاء رالي داكار 2008 والذي كان سيبدأ السبت في لشبونة وينتهي في العاصمة السنغالية في 20 من الشهر الحالي، وذلك بعد تهديدات من منظمات إرهابية». وأخذت اللجنة، في قرارها، بعين الاعتبار ما وصفته ب«التشنج الدولي السياسي الحاصل حالياً»، ومقتل أربعة سياح فرنسيين في 24 ديسمبر الماضي في تفجير لعبوة ناسفة في موريتانيا، نفذته مجموعة مرتبطة بتنظيم القاعدة الذي تبنى الحادث. وحسب معطيات توصلت بها «المساء»، فإن مسؤولين عن هذا السباق قاموا لبحث الظروف الأمنية للحاق بزيارة لكل من المغرب وموريتانيا والسنغال، في أفق تعديل مساره بالصحراء، قبل أن تفرض عليهم تهديدات القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي إلغاءه. وقدر مصدر مسؤول بالجامعة الملكية المغربية لسباق السيارات، المشاركة في اللحاق الملغى (صنف السيارات) بواسطة المتسابقين سعيدة الابراهيمي وعبد الواحد طوجني، خسائر منظمي لحاق باريس-دكار بأكثر من 12 مليار دولار كعائدات تعاقدات المنظمين مع المستشهرين والقنوات التلفزية. وقال المصدر نفسه، في اتصال له مع «المساء»، إن الجامعة، التي تلقت بحزن نبأ ضياع فرصة مشاركة بطلين مغربيين في هذا اللحاق قصد مراكمتهما مزيدا من الخبرة والتجربة، تابعت منذ ثلاثة أشهر ترتيبات المغرب لهاته التظاهرة.