واصلت الليرة التركية، اليوم الجمعة ولليوم الرابع على التوالي، تعافي قيمتها المفقودة الاثنين الماضي، على الرغم من أن هذا التحسن ما زال طفيفا للغاية. ووصل سعر العملة التركية إلى 5.7 ليرة مقابل الدولار و6.6 أمام اليورو، ما يمثل ارتفاعا لقيمتها بنسبة 0.7% و0.3%، على التوالي، مقارنة بتعاملات أمس. وبهذا، حافظت الليرة على تعافيها البطيء عقب هبوطها المتواصل الذي وصل لحد الانهيار، الاثنين الماضي، حين سجلت انخفاضا تاريخيا بواقع 7.2 ليرة مقابل الدولار و8 أمام اليورو. وبدأ التعافي، بعد عدة إجراءات اتخذها البنك المركزي في تركيا وهيئة التنظيم والرقابة البنكية بأنقرة، بهدف ضمان توفير سيولة للنظام وتدعيم العملة. وعلى الرغم من أن الليرة التركية تواجه مرحلة هبوط منذ سنوات، تسارعت وتيرة هذا الانخفاض خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة وتحولت إلى سقوط حر في الشهر الجاري، بالتزامن مع حرب جمركية مع الولاياتالمتحدة. وتأتي أزمة الليرة في خضم تصعيد التوتر الدبلوماسي بين أنقرة وواشنطن على خلفية اعتقال القس الأمريكي أندرو برونسون منذ عامين في تركيا. وأعلنت الإدارة الأمريكية الشهر الجاري عن فرض عقوبات اقتصادية ضد وزيرين تركيين؛ لدوريهما في اعتقال برونسون الذي تطالب النيابة التركية بسجنه لمدة 20 عاما، لاعتباره على صلة بحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه أنقرة جماعة إرهابية، وكذلك بشبكة الداعية الإسلامي فتح الله غولن، القاطن بالولاياتالمتحدة والذي تتهمه أنقرة بأنه وراء محاولة الانقلاب التي شهدتها البلاد في يوليووز 2016. كما أعلنت الولاياتالمتحدةالأمريكية، الأسبوع الماضي، عن زيادة الرسوم الجمركية على واردات تركيا من الصلب والألومنيوم، لتصل إلى 50% و20% على الترتيب، عقب انخفاض الليرة التركية بنسبة 25% منذ بداية غشت الجاري.