نظمت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، صباح اليوم الثلاثاء، بقاعة الاجتماعات بولاية جهة الداخلة، مهرجانا خطابيا تخليدا للذكرى ال39 لاسترجاع وادي الذهب إلى حظيرة الوطن الأم، والتي تشكل محطة بارزة في مسيرة استكمال وصيانة الوحدة الترابية للمملكة. وأقيم، بعد مراسيم تحية العلم، المهرجان الخطابي بمناسبة تخليد هذه الذكرى، وترأسه المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، رفقة والي الجهة لمين بنعمر، بحضور شخصيات مدنية وعسكرية، وعدد من المنتخبين والمقاومين، وممثلين عن المجتمع المدني. وأبرز الكثيري أهمية هذه الذكرى، مشيرا إلى أنها تعتبر من المعالم الوضاءة في مسيرة كفاح العرش والشعب من أجل استقلال المملكة واستكمال وحدتها الترابية، وما ترمز إليه من دلالات. وأضاف أن سكان هذه الربوع من الوطن كانوا في مثل هذا اليوم من سنة 1979 على موعد مع التاريخ حينما توجه شرفاء هذه الجهة وعلماؤها ووجهاؤها وأعيانها وممثلو كافة القبائل الصحراوية إلى الرباط، مجددين البيعة لعاهل البلاد وآيات ولائهم وإخلاصهم للعرش العلوي، ومؤكدين تمسكهم بمغربيتهم. وقال إن الإرادة الملكية الراسخة في أن تتبوأ الأقاليم الصحراوية المكانة التي تستجيب لتطلعات ساكنتها، تجد صداها في المشاريع القطاعية والمشاريع المهيكلة، وفي التصور النوعي، الذي جاء به النموذج التنموي الجديد لهذه الأقاليم، الذي أعطاه الملك محمد السادس، والذي يأتي انسجاما مع الرؤية الملكية لجعل هذه الجهة قطبا جهويا واعدا لتحقيق الكثير من المشاريع . وأبرز الكثيري أنه منذ أن ألقى وفد من إقليم وادي الذهب بين يدي الملك الراحل الحسن الثاني نص البيعة، معلنين ارتباطهم الوثيق بوطنهم المغرب، "بدأ بالجهة فصل جديد من ملحمة الوحدة، قوامه إرادة التنمية وتكريس الوحدة"، مضيفا أن "الملك محمد السادس منذ اعتلائه العرش يواصل مسيرة البناء والوحدة بحكمة وتبصر وبعد نظر، حيث جعل تنمية الأقاليم الجنوبية وتحصين الوحدة أولوية الأولويات، كما تجسد ذلك في خطبه وزياراته المتعددة إلى هذه الأقاليم، ومبادرته الشجاعة المتمثلة في إعطائها الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية". وتم خلال هذا الحفل توشيح ثلاثة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بأوسمة ملكية، وتكريم ثلة من المقاومين المتوفين تقديرا لإسهاماتهم في معركة التحرير واستكمال الاستقلال، وما قدموه من خدمات جليلة وتضحيات جسام في سبيل الوحدة الترابية؛ إضافة إلى مداخلات تستحضر فصول ملحمة الكفاح البطولي والجهاد المقدس الذي خاضه العرش والشعب بالتحام وثيق وترابط متين في سبيل حرية الوطن واستقلاله وتثبيت وحدته الترابية، ودفاعا عن مقدساته الدينية وثوابته الوطنية. وكان يوم أمس قد شهد تدشين فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة وجيش التحرير ببئر كندوز بإقليم أوسرد، في إطار برنامج المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير لتخليد الذكرى ال39 لاسترجاع إقليم وادي الذهب.