مع انطلاق العد العكسي لعيد الأضحى، تتواصل حملة "الجزار ديالي" التي أطلقها المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية، بشراكة مع الفدرالية البيمهنية للحوم الحمراء والجمعية الوطنية لتجار اللحوم الحمراء بالتقسيط، وتهدف إلى تكوين الجزارين لتهييء ذبيحة العيد بمعايير صحية وسليمة. ويسعى المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية من خلال تنظيم حملة "الجزار ديالي"، في مختلف مناطق المغرب، والتي سبقها تسجيل الضيعات المخصصة لتربية أضاحي العيد وترقيمها، إلى تفادي وقوع حالات تعفّن الأضاحي، كما حدث في عيد الأضحى السنة الماضية. وحسب المعطيات التي قدمها الحور يوسف، المدير الجهوي ل"ONSSA" بجهة الرباطسلاالقنيطرة، في اللقاء التكويني لحرفيي الجزارة بمقر ولاية الرباط، اليوم الخميس، فقد تجاوز عدد الأكباش التي جرى ترقيمها على الصعيد الوطني 6 ملايين رأس، في حين تجاوز عدد الأكباش المرقمة على صعيد الجهة 780 ألف رأس. وأردف المسؤول بالمكتب الوطني للسلامة الغذائية للمنتجات الصحية بأن حملة "الجزار ديالي"، المنظمة تحت شعار "الممارسات الجيدة لذبح وتهيئة أضحية العيد"، تهدف إلى تكوين الجزارين الذين يقومون بذبح الأضاحي وإعدادها، وتزويدهم بزيّ موحّد، ليعرف المواطنون أنّهم استفادوا من التكوين. من جهته اعتبر بلفقيه مصطفى، رئيس الجمعية الوطنية لتجار اللحوم الحمراء، حملة تكوين حرفيي الجزارة مبادرة فريدة من نوعها في العالم الإسلامي، مبرزا أنّ "هذه الحملة ستحدّ من مشكل تعفن الأضاحي، وذلك عبر تكوين الجزارين، إضافة إلى سدّ الباب لكي لا يمارس الذبح يوم العيد كل من هبّ ودبّ". واعتبر المتحدث ذاته أنّ طريقة التعامل مع الذبيحة أثناء عملية السلخ يمكن أن تؤدّي إلى تعفن الأضحية، إذا لم يكن الجزار يتمتع بحرفية وبتكوين، خاصة أنّ عيد الأضحى خلال السنة الجارية يتزامن مع ارتفاع درجة الحرارة، والتي تؤثر على جودة اللحوم. ووجه رئيس الجمعية الوطنية لتجار اللحوم الحمراء نداء إلى المواطنين بالتريث إلى حين العثور على جزار مكوَّن للقيام بعملية ذبح الأضحية، وعدم تسليمها لأي كان، مشيرا إلى أنّ الفدرالية وقعت اتفاقية مع المكتب الوطني للسلامة الطرقية، بموجبها ستكون أبواب محلات الجزارة مفتوحة ابتداء من بعد عصر يوم العيد، في وجه المواطنين الراغبين في تقطيع الأضاحي. وفيما صُوّبت أصابع الاتهام إلى الأعلاف و"الأدوية" التي يستعين بها مربو الماشية لتسمين الأضاحي، وتحميلها مسؤولية اخضرارها، قال بلفقيه إنّ اخضرار لحوم الأضاحي "ناجم عن عوامل عدة، منها ارتفاع الحرارة، وطريقة تهيئة الأضحية". أما العامل الثالث، يضيف المتحدث، "فيتعلق بالأشخاص الطماعين الذين يقتنون الأكباش من الأسواق مباشرة بعد عيد الفطر، ويعلفونها بمواد تؤدي إلى اخضرار اللحوم"، وفق تعبيره. ولمْ يتم تحديد التعريفة التي سيشتغل بها الجزارون المكوَّنون في عيد الأضحى، إذ رفض رئيس الجمعية الوطنية لتجار اللحوم الحمراء الخوض في هذا الموضوع حين طرح عليه والي جهة الرباطسلا القنطيرة سؤالا بهذا الخصوص، رغم إلحاحه على معرفة السعر، مكتفيا بالقول: "نحن لم نحدد ثمنا معينا". لكنّ أحد الجزارين المستفيدين من التكوين قال إنّ التعريفة تبدأ من 200 درهم.