كشفت المندوبية السامية للتخطيط عن تراجع طفيف في معدلات البطالة بالمغرب خلال الفصل الثاني من سنة 2018؛ إذ انتقل عدد العاطلين، ما بين الفصل الثاني من سنة 2017 ونفس الفصل من سنة 2018، من 1.124.000 إلى 1.103.000 عاطل، وهو ما جعل نسبة البطالة تنتقل من %9.3 إلى %9.1 على المستوى الوطني؛ من %14 إلى %13.7 بالوسط الحضري ومن %3.2 إلى %3 بالوسط القروي. وبينت الأرقام الرسمية الصادرة عن المندوبية السامية للتخطيط، اليوم الجمعة، أن أهم الانخفاضات في معدلات البطالة سجلت في صفوف الشباب المتراوحة أعمارهم ما بين 15 و24 سنة (0.5- نقطة) والأشخاص الذين يتوفرون على شهادة (0.4- نقطة). وفي المقابل، سجلت أهم الارتفاعات، في معدلات البطالة لدى البالغين المتراوحة أعمارهم ما بين 25 و34 سنة (0.3+ نقطة) والشباب الحضريين المتراوحة أعمارهم ما بين 15 و24 سنة (0.2+ نقطة). ولازالت الهوة بين الرجال والنساء كبيرة على مستوى سوق الشغل؛ إذ سجلت أعلى معدلات البطالة أساسا في صفوف النساء (%11.1 مقابل 8% لدى الرجال)، ولدى الشباب المتراوحة أعمارهم ما بين 15 و24 سنة (23.1% مقابل 6.8% لدى الأشخاص البالغين من العمر 25 سنة فما فوق)، ولدى حاملي الشهادات (16.5% مقابل2.9% لدى الأشخاص الذين لا يتوفرون على أي شهادة). ورسمت المندوبية التي يُشرف عليها أحمد الحليمي صورة قاتمة للبطالة طويلة الأمد في صفوف العاطلين، مشيرة إلى أن ما يقارب ستة عاطلين من بين عشرة (58.8%) لم يسبق لهم أن اشتغلوا (53% بالنسبة للرجال و69.7% بالنسبة للنساء). كما أن أكثر من الثلثين (68.7%) تعادل أو تفوق مدة بطالتهم السنة (64.2% بالنسبة للرجال و%77.2 بالنسبة للنساء). وبالإضافة إلى ذلك 22.5% من العاطلين هم في هذه الوضعية نتيجة الطرد (18%) أو توقف نشاط المؤسسة المشغلة (4.5%). وأمام قلة فرص الشغل بالمغرب، أكد المصدر ذاته أن شريحة واسعة من شباب المغرب يئست من البحث عن العمل؛ حوالي 7.2% من العاطلين، وهو ما يمثل 80.000 شخص، خلال الفصل الثاني من سنة 2018، يئسوا من البحث الفعلي عن العمل، مقابل 7.1% بالنسبة للسنة الماضية، ما يقارب 87% منهم حضريون، %57 نساء، %53 شباب تتراوح أعمارهم ما بين 15 و29 سنة و%83 حاصلون على شهادة. وبخصوص إحداث فرص الشغل خلال الفترة المشار إليها، تمكن الاقتصاد الوطني من إحداث 117.000 منصب شغل صاف، 75.000 بالوسط الحضري و42.000 بالوسط القروي، مقابل إحداث 74.000 منصب سنة من قبل. وتربع قطاع "الخدمات" بالمغرب على عرش القطاعات الأكثر إنتاجاً لفرص العمل ب 53.000 منصب شغل، وقطاع "الفلاحة، الغابة والصيد" ب 24.000 منصب، وقطاع "الصناعة بما فيها الصناعة التقليدية" 21.000 منصب، وقطاع "البناء والأشغال العمومية" 19.000 منصب. ورغم تزايد حجم التشغيل، فقد عرف معدل الشغل تراجعا، إذ انتقل من 42.9% إلى 42.8% (-0.1 نقطة). كما انخفض هذا المعدل أيضا بالوسط الحضري ب0.5 نقطة؛ في حين عرف ارتفاعا ب0.8 نقطة بالوسط القروي. وقد بلغ الفرق بين معدلات الشغل لدى الرجال والنساء حوالي 45 نقطة (65.3% و21% على التوالي)، تورد المندوبية. جهوياً، أظهرت أرقام HCP أن وضعية سوق الشغل على مستوى الجهات والأقاليم تعرف تفاوتاً من جهة إلى أخرى، وهو ما يعكس غياب جهوية حقيقية قادرة على خلق فرص شغل بشكل متساو بين جميع مناطق المملكة؛ إذ تضم خمس جهات نسبة %72.5 من مجموع النشيطين البالغين من العمر 15 سنة فما فوق على مستوى التراب الوطني. وتحتل جهة الدارالبيضاء-سطات المركز الأول بنسبة 22.7% من مجموع النشيطين، تليها جهة مراكش-آسفي (14%)، الرباط-سلا-القنيطرة (13.4%)، ثم جهة طنجة-تطوان-الحسيمة (11.3%) وجهة فاس-مكناس نسبة 11.2 بالمائة. وتسجل أربع جهات من المملكة معدلات نشاط تفوق المعدل الوطني (47%): الداخلة-وادي الذهب (71%)، الدارالبيضاء-سطات (50.8%)، مراكش-آسفي (50.7%) وطنجة-تطوان-الحسيمة (48.8%). في المقابل سجلت أدنى المعدلات بجهتي العيون الساقية الحمراء (36.5%) ودرعة-تافيلالت 41.9 بالمائة. هذا، ويتمركز ثلاثة أرباع العاطلين (74.1%) بخمس جهات من المملكة؛ تأتي جهة الدارالبيضاء-سطات في المقدمة ب 24% من العاطلين، متبوعة بجهة الرباط-سلا-القنيطرة (16.3%)، وجهة فاس-مكناس (11.5%)، وجهة مراكش-أسفي (11.3%) والجهة الشرقية 11.2 بالمائة. وسجلت أعلى مستويات البطالة بكل من جهة كلميم-واد نون(19%) والجهة الشرقية (15.4%). وبمستويات أقل حدة تجاوز معدل البطالة المعدل الوطني (9.1%) بأربع جهات من المملكة؛ جهة كلميم-واد نون (12,9%)، جهة الرباط-سلا-القنيطرة (11%)، جهة الدارالبيضاء- سطات (9,6%) وجهة فاس- مكناس (9,3%). وفي المقابل، سجلت أدنى مستويات البطالة بجهتي درعة-تافيلالت وبني ملال-خنيفرة، على التوالي 4.3% و5.3%.