يبدو أن معاناة المواطنين مع حافلات النقل بالعاصمة الرباط لن تنتهي، إذ تتفاقم المشاكل يوما بعد يوم؛ بدءا من تأخر الحافلات عن مواعيدها، ومرورا مشكل الازدحام في المحطات وداخل الحافلات، وليس انتهاء باستياء الركاب من سائقي الحافلات الذين لا يحترمون أوقات الرحلات ويدخلون في عراك محموم معهم. وضعية النقل الحضري بالعاصمة الإدارية أججت، مساء الأربعاء الماضي بشارع منصور الذهبي، الغضب بين عشرات من الركاب؛ فقد احتشد عدد كبير من الركاب من النساء والرجال والشباب، الذين كانوا ينتظرون الخط 9، الرابط بين منطقة سيدي الطيبي نواحي سلا وحي المحيط. خمس ساعات تحت أشعة الشمس، تجمّع خلالها العشرات من النساء والرجال الذين يعملون بالرباط منتظرين قدوم الحافلة التي عبروا عن استيائهم منها، وبالضبط من السائق الذي يتشاجرون معه ولا يُحسن الحديث إلى الركاب، حسب إحدى الراكبات. صراخٌ من كل مكان، وتجمهرٌ لعدد من الشباب حول سائقي سيارات الأجرة الصغيرة، للحديث عن تأخر الحافلة، الشيء الذي عرقل حركة السير في نفس المكان، دون إقبال أي حافلة. وتصرخ إحدى النساء، المتقدمات في السن: "هناك من ينتظر الحافلة من الثانية زوالا، هناك من يحملُ معه أبناءه، ومن قدم من عند الطبيب، أو من السفر، الكل يأتي بعد يوم عمل متعب، لينتظر الحافلة، ليذهب ويرتاح، لكننا نعاني دائما من تأخر الحافلة رقم 9". وتضيف السيدة بنبرة حادة: "من السابعة صباحا، وأنا أشتغل، وتركتُ أبنائي، أريد فقط العودة إلى البيت لأرتاح وأشتغل يوم غد"، وتقول سيدة أخرى: "عندما نقول للسائق بأننا نريد أن نذهب، يتشاجر معنا، ولحد الساعة ال17، ما زلنا ننتظر الحافلة". أزمة حافلات النقل الحضري بين الرباطوسلا صارت شبحا يلازم الركاب، من رجال ونساء وطلبة، الذين يستعملون الحافلة يوميا، ولأكثر من مرة في اليوم؛ وهو ما يدفعهم إلى البحث عن وسائل بديلة، كالبحث عن "الخطافة" أو سائقي السيارات، بطريقة غير قانونية، لتفادي ضياع الوقت، والانتظار المتعب. وكانت مؤسسة التعاون بين الجماعات العاصمة بالرباط قد أعلنت عن دخول شركتين جديدتين للنقل "سيتي باص" و"ألسا"، لتفويض لهما تدبير مرفق النقل العمومي على مستوى التجمع الحضري للرباط سلاتمارة، بتوفير 350 حافلة بجودة ومواصفات عالمية، للرهان على حل مشكل النقل الحضري بالمدينة. *صحفية متدربة