على الرغم من مصادقة المجلس الجماعي لمدينة الرباط على إنشاء مجموعة التجمعات «العاصمة» الحضرية لتدبير قطاع النقل بعد انسحاب شركة «فيوليا»، فإن أزمة النقل لم تجد طريقها إلى التسوية، إذ لا تزال مجموعة من أحياء العاصمة الرباط وكذلك مدينة سلا تعاني من قلة خطوط الحافلات. وحسب ما تضمنته شكاية مواطنين يقطنون بسلا الجديدة مرفوقة بتوقيعاتهم، فإن المنطقة تعاني كثيرا من أزمة النقل، إذ لم تشملها زيادة الخطوط، أو الرفع من عدد الحافلات المتوجهة إلى عدد من الأحياء، وأكدت الشكاية أن ساكنة سلا الجديدة تعاني من «حكرة» كبيرة، خاصة وأن بعض الحافلات لا تظهر إلا على رأس كل ثلاث ساعات، والمثال على ذلك الخط رقم 55 الذي يربط بين سلا الجديدة والسويسي. وأضاف عدد من المتضررين أن هذا الخط يستعمله في غالب الأحيان المرضى الذين يتوجهون إلى المركز الاستشفائي الجامعي ابن سينا، والذي من المفروض على الجهات المكلفة بتدبير القطاع مراعاة الظروف التي يعيشها مستعملو هذا الخط حيث يضطرون للانتظار لساعات طوال، في غياب محطات نموذجية. وأبدى عدد من سكان سلا الجديدة استغرابهم من استمرار أزمة النقل رغم ارتفاع عدد الحافلات المشكلة لأسطول النقل الحضري، بعد أن تم الشروع في استغلال حوالي 62 حافلة تم استيرادها من الصين، ليكون البديل هو البحث عن وسائل نقل أخرى بما فيها الخطافة، علما أن بعض أصحاب سيارات الأجرة استغلوا الأزمة الحالية من أجل فرض تسعيرة خاصة، فيما امتنع بعضهم عن نقل الركاب من سلا الجديدة إلى باقي أحياء المدينة بالنظر إلى الأشغال الجارية لتوسيع الطريق والتي تسببت في اختناقات مرورية . وأضافت الشكاية أنه علاوة على قلة حافلات النقل الحضري، هناك تردي الحالة الميكانيكية لمجموعة من الحافلات التي لم تعد صالحة للاستعمال، رغم أنها حديثة العهد، كما أن هناك اكتظاظا كبيرا داخل الحافلات مما يدفع السائقين إلى تجاوز بعض المحطات. واعتبر المتضررون ذاتهم أن رفض بعض السائقين الوقوف في كل المحطات، تجاوز للقانون وضرب لحقوق الركاب الذين ينتظرون قدوم الحافلة لساعات، فيفاجؤوا بعدم احترام المحطات. من جهة أخرى، استنكر مستعملو الحافلات بعض السلوكات اللاأخلاقية التي تعرفها الحافلات، والصادرة عن بعض المنحرفين نتيجة عدم توفير الأمن داخل وسائل النقل بشكل يردع كل من تجاوز حده داخل وسائل النقل العمومي، وفي هذا السياق، صرح أحد القابضين ل«المساء»، بأن منع بعض مستعملي الحافلات من الركوب أو إنزال بعض المنحرفين واللصوص من الحافلة قد يقود في كثير من الأحيان إلى خطوات انتقامية، أو حوادث إجرامية يذهب ضحيتها الجابي أو السائق، في غياب الحماية القانونية من قبل المكلفين بتسيير القطاع، وهو ما يجعلهم يغضون الطرف عن أي تصرف سلبي داخل الحافلة، علما أن بعض هذه الحوادث أسفر في وقت سابق عن مقتل أحد الجباة بعد رفض أحد الأشخاص أداء ثمن التذكرة، فيما أصيب آخرون بجروح في حوادث متفرقة نتيجة الاعتداء عليهم من قبل بعض العناصر المنحرفة.