تتشابك العلاقات المغربية الإسرائيلية على المستوى الاقتصادي والعسكري والسياحي، إلى جانب الثقافي، من خلال السماح بتصوير حلقات مسلسل أمريكي حول الجاسوس الإسرائيلي الشهير إيلي كوهين، يؤدي دوره الممثل البريطاني ساشا بارون كوهين (الصورة). وكانَ المركز السينمائي المغربي قد أعلن عن تصوير مسلسل، من ستة أجزاء، يحكي القصة الكاملة ل "إيلي كوهين"، جاسوس إسرائيل، الذي عُرف بعميل الموساد البارز، من أجل التجسس على سوريا سنة 1961، وحكم عليه أربع سنوات في ما بعد بالإعدام، بعدَ أن كُشف أن المعلومات الاستخبارية التي قام بتجميعها، قبل إلقاء القبض عليه، كانت عاملا في نجاح إسرائيل في حرب 1967. تصويرُ مسلسل "The Spy" بعدة مدن مغربية، كالرباط وسلا والقنيطرة وفاس، يُعيد النقاش، مرة أخرى، حول موقف الرباط من القضية الفلسطينية، خاصة أن المغرب يرأس لجنة القدس ويضم صوته لبقية الأصوات المقاطعة لإسرائيل خلال المناسبات الدولية التي تحتفي بالقضية الفلسطينية، ويعيد النقاش أيضا حول الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وفي هذا الصدد، قال عزيز هناوي، الكاتب العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع، إن "تصوير مسلسل حول الجاسوس إيلي كوهين جريمة تطبيعية بكل المقاييس، تتجاوز التطبيع الروتيني الذي دأبنا على إدانته إلى تطبيع من نوع آخر مرتبط بالتسويق والدعاية للجاسوسية الصهيونية، ممثلة في الجاسوس كوهين". واعتبر هناوي، في تصريح لهسبريس، أن "تصوير هذا المسلسل جريمة تستدعي من كل الجهات المعنية والمسؤولة، سواء وزارة الاتصال أو المركز السينمائي المغربي أو البرلمان، فتح تحقيق في الموضوع، ويجب إخبار الرأي العام بهذا الموضوع". وحمّلَ هناوي المسؤولية للدولة، بكل أجهزتها، مشيرا إلى "السياق السياسي الحالي المتعلق بالقضية الفلسطينية والاعتراف بالقدس عاصمة للدولة اليهودية". وتعليقا على التناقض بين ازدواجية الخطاب الذي تروج له الدولة في ما يتعلق بمناهضة التطبيع من جهة، والممارسة من جهة أخرى، قال هناوي: "هذا ليس فقط تناقض، هذه جريمة في دولة ترأس لجنة القدس، ولا يمكن بالبت والمطلق أن يسمح بهذا النوع من الاختراقات، لأنها إهانة". ووصف الكاتب العام للمرصد المغربي لمناهضة التطبيع الذين يُروجون للتطبيع ويخدمونه ب"أدوات الدولة التي تسير بمنطق قسري ضدا على نبض المجتمع وعلى مسؤولية الدولة"، معتبرا أنهم يُريدون تحقيق التطبيع "رغم أنف الشعب ورغم أنف الجماهير الشعبية وقواها الحية، وهذا يدخل في إطار التطبيع الاستبدادي الذي يتجاوز الإرادة الشعبية لفرض واقع التطبيع". من جهتها، كانت الحقوقية خديجة الرياضي قد نددت بالسماح بتصوير أفلام تروج للصهيونية بالمغرب، مُعتبرة أن "المغرب يتواطأ مع الكيان الصهيوني، ويدعمُه بكل الإمكانيات، ويحمي الصهيونية ويفتح أبوابه في وجهها". *صحفية متدربة