عن سن تناهز 70 عاما توفي الفنان الأمازيغي إحيا بوقدير، اليوم الأربعاء بعد رحلة استشفاء قادته مؤخرا إلى ألمانيا. ويُنتظر أن يوارى الثرى بمسقط رأسه في بلدة "أفايان" بالجماعة الترابية "النيحيت"، ضواحي إقليمتارودانت. ويُعدّ إحيا بوقدير أزدّو (1949 – 2018) شاعرا كبيرا وموهوبا، وكان يتمتع قيد حياته بطول نفس في المحاورة وقوة وثقة بالنفس وقدرة على توليد المعاني الشعرية، علاوة على ضبطه لأصول الفن وجزئياته من أيقاع وأوزان وحركات. الفنان الأمازيغي إحيا بوقدير هو رائد المحاورة والنظم في فن "أجماك"، الذي منح له الإشعاع في الملتقيات الوطنية والدولية (120 دولة)، واعتُبر مدرسة في العمل الاحترافي المنظم، جاب بفن "أجماك" مختلف بقاع العالم، فاستحق بذلك صفة سفير الشعر الأمازيغي والنظم. واعتبر فنانون وأصدقاء الفنان الأمازيغي إحيا بوقدير أزدو وفاته خسارة للتراث الشعري والفني الأمازيغي، اعتبارا لقدرته على توليد الصور الشعرية بشكل كبير، وهي القدرة غير المتاحة للجميع. كما يتميز بصوت شجي، وله بلاغة كبيرة في الخواتم الشعرية، علاوة لضبطه لإيقاعات الإنشاد. ولم تقتصر براعة الراحل على النظم والمحاورة فقط، بل كان أستاذا في الإيقاع، ويتميز بمهارة كبيرة في حركات أحواش. كما كان يمارس كل أنماط احواش، بدءا بنمط “أهْنقَّار” بمنطقة طاطا، و”الدّْرْسْت” بأنواعها المختلفة بتارودانت، وصولا الى أحواش إمي نتانوت، وكان يخترق ويضبط كل تلوينات أحواش.