انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي شريط فيديو لسائحة، يظهر الحالة الكارثية التي يعرفها قسم المستعجلات بالمستشفى الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء، التي وصفته ب"السجن". وظهرت في مقاطع الفيديو، الذي تداوله رواد مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع، صور المرضى يفترشون الأرض في غياب تام لأي طبيب أو مساعد أو حتى عناية من لدن المشرفين على المستشفى. وأوضحت الشابة، التي قد تكون تحمل الجنسية الفرنسية، أن اللحظة التي كانت توجد بها لا وجود لطبيب، ناهيك عن غياب النظافة بالمستعجلات. وأكد أحد المواطنين، في حديثه لهسبريس بالقرب من مستعجلات ابن رشد، أن الوضع الصحي كارثي وجب فتح تحقيق فيه، سواء من حيث تعامل الأطر وغياب الأدوية وغيرها. وطالب المتحدث نفسه الملك محمدا السادس بإيلاء أهمية قصوى للقطاع الصحي ومحاسبة المسؤولين، مشيرا إلى أن الحكومة وجب عليها صرف ميزانية كرة القدم على المستشفيات. وفي الوقت الذي أكدت فيه وزارة أنس الدكالي فتحها تحقيقا في الفيديو، أوضح مراد نافع، طبيب مختص في طب المستعجلات، أن حديث السيدة التي وثقت الفيديو عن غياب النظافة أمر عار من الصحة، إذ إنه "تظهر بالفيديو سيدة وهي تقوم بالتنظيف في الثالثة صباحا". وأشار المتحدث نفسه، في تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، إلى أن "الفتاة التي تظهر وهي تضع يدها على رأسها وتدعي مصورة الفيديو أن حالتها خطيرة أكد الأطباء الذين أشرفوا على حالتها أنها مصابة بجرح على مستوى الجبهة وحالتها لا تستدعي إجراء عملية أو أنها مستعجلة". وأضاف المتحدث أن قسم المستعجلات استقبل، من الساعة الثامنة من ليلة الثلاثاء حتى حدود صباح اليوم الأربعاء 214 مريضا، 20 منهم كانت حالتهم تقتضي المكوث في الإنعاش، لتبقى في النهاية سبع حالات خطيرة بينما البقية غادرت المستعجلات. ورد الدكتور مراد نافع على ما ذهبت إليه صاحبة الفيديو بكون المرضى يظلون ساعات طوال في الانتظار بالمستعجلات، حيث أكد أن "الأطباء المغاربة زاروا فرنسا وغيرها ويعرفون أن المريض يبقى ست ساعات في الانتظار عكس ما تروجه". وأضاف الطبيب المختص في طب المستعجلات، وهو يقدم معطيات تضحد بحسبه ما جاء في الفيديو، أن قسم الأشعة "استقبل 50 مريضا من صباح أمس للسادسة مساء، و30 حالة خضعت للسكانير من السادسة مساء الثلاثاء إلى الثامنة صباح اليوم". ولفت المتحدث نفسه إلى أن المستشفى يتحمل عبء باقي المستشفيات الإقليمية بالجهة، التي تقوم ب"تصدير" المرضى إليه بشكل يومي، مشيرا إلى أنه في حال قيام هذه المستشفيات بدورها فإن النسبة الوافدة ستقل. من جهته، أكد أحد الحراس الخاصين بمستعجلات المستشفى الجامعي ابن رشد بالدار البيضاء أن الازدحام الذي يوجد بالمؤسسة راجع إلى كثرة الوافدين التابعين لمستشفيات أخرى بعيدة، مشيرا إلى أن بعض الحالات لا تكون مستعجلة إلا أنه يتم نقلها إلى المرفق الصحي سالف الذكر.