أفادت مصادر طبية أن الأطباء المنشغلين بقضايا الصحة يطالبون بالإفراج بسرعة عن مشروع بناء أكبر مركز للمستعجلات وطب الكوارث في مدينة الدارالبيضاء، الذي اكتملت عناصر دراسته منذ 3 سنوات، لتخفيف الضغط عن المصلحة الحالية. وذكرت مصادر "المغربية" أن المشروع ينتظر إعطاء الضوء الأخضر من وزارة الصحة، ووفاء مجلس المدينة بالتزاماته، المتمثلة في تقديم الدعم المالي. وأوضحت المصادر أنه، وفق المشروع الجديد، سيجري التخلي عن مقر مستعجلات مستشفى ابن رشد الحالي، إذ ستؤسس بناية جديدة بمساحة شاسعة، في زنقة سبتة، تمتد من قرب مركز طب الإدمان إلى المصلحة القديمة لطب أمراض القلب والشرايين. وأفادت المصادر أن مشروع المستعجلات الجديد في العاصمة الاقتصادية سيكون الأكبر في المغرب، وسيتضمن أقساما للجراحة، وأخرى للاستشفاء، إلى جانب أقسام طبية متعددة التخصصات، وأقسام خاصة بالفحوصات الإشعاعية والراديولوجية، كما ستتسع الطاقة الاستيعابية للمركز، من خلال رفع عدد الأسرة، وسيكون المركز الجديد متوفرا على جميع المعايير الصحية المعروفة عالميا. وتحدثت المصادر ذاتها عن أن فكرة المشروع فرضها ما تشهده أقسام المستعجلات من ضغط، أمام ارتفاع الطلب على الخدمات الصحية والاستعجالية، لمرضى يأتون من مختلف مناطق البلاد. وأفادت المصادر أن أقسام مستعجلات الدارالبيضاء، يتوافد عليها حوالي 3 آلاف و800 مريض وجريح ومصاب شهريا، أي ما يعادل زيارة بين 150 و200 مواطن يوميا، 15 في المائة منهم يكونون في حالة خطرة، يستدعي وضعهم الصحي إحالتهم على مصلحة الإنعاش لتلقي مزيد من العناية الطبية المركزة. وأكدت المصادر أنه، بالموازاة مع الإقبال المتزايد على الخدمات الطبية والجراحية الاستعجالية في الدارالبيضاء، فإن قسم مستعجلات ابن رشد يعجز عن تغطية كل طلبات سكان العاصمة الاقتصادية، لأن طاقته الاستيعابية لا تتعدى 500 ألف إلى مليون شخص في السنة، لعدم توسعته ليواكب التطور السكاني، في مدينة يزيد عدد سكانها عن 4 ملايين شخص، علما أنه يقدم خدماته لحوالي 6 آلاف شخص شهريا. وذكرت المصادر أن الأطباء والممرضين في قسم مستعجلات ابن رشد يشكون ضعف عدد الأسرة، بسبب ضعف الطاقة الاستيعابية للقسم، وتراجع عدد الممرضين فيه، مقابل توفره على الأطر الطبية الكافية والآلات الطبية حديثة التقنية. ويرى الأطباء المخرج لذلك، في انتظار الإفراج عن المشروع الجديد، توسعة فضاء قسم المستعجلات الحالي، وتعزيز بنيته الاستقبالية، ونشر التوعية بين المواطنين بأهمية اللجوء إلى أقسام المستعجلات التابعة للمستشفيات الإقليمية، واتباع شروط السلامة والوقاية من عدد من الأمراض تجنبا لمضاعفاتها. وأوضحت مصادر طبية، ل"المغربية"، أن ضحايا السير يتصدرون قائمة المحالين على أقسام المستعجلات، إذ يبلغ عددهم حوالي 200 حالة في الشهر، بمعدل يومي يتراوح بين 5 و10 حالات يوميا، عدد منهم تستدعي حالتهم عناية مركزة، وأكثرهم من سائقي الدراجات النارية الذين لا يرتدون خوذة الرأس، وبعضهم بسبب السرعة المفرطة. وذكرت المصادر أن فترة العمل الليلية في أقسام المستعجلات تتميز بتوافد العديد من المصابين بجروح نتيجة تبادل العنف بأدوات حادة، أو بسلاح أبيض، في القفص الصدري والبطن. وتعرف أقسام المستعجلات، خلال النهار، توافد حالات متأثرة بمضاعفات عدد من ا الأمراض، كالسكري، والجهاز الهضمي، أو التسممات الغذائية والدوائية والحوادث المنزلية، إلى جانب حلالات أزمات القلب وأمراض الشرايين، وأشخاص مسنين، في حالة غيبوبة أو شبه غيبوبة، ما يجعلهم في حاجة إلى إدخالهم قسم الإنعاش. وكان الحسين الوردي، وزير الصحة، اعترف بما تعرفه أقسام المستعجلات من مشاكل، من عدم توازن العرض الصحي مع الطلب المتزايد للمواطنين، مشيرا إلى أن جل هذه الأقسام قديمة من حيث التجهيزات والبنايات، وغياب التنسيق بين جميع المتدخلين في عملية الاستعجال، خاصة قبل الولوج إلى المستعجلات (وقاية مدنية، القطاع الخاص والقطاع العام). وأضاف الوزير إلى ذلك غياب بروتكول موحد بين جميع المستعجلات، ينظم ويؤطر عملها، إلى جانب عدم وجود فريق متكامل بكل التخصصات وبصورة متواصلة، خاصة بالليل، ولو في المستشفيات الجهوية.