نظّمت حركة قادمون وقادرون- ناظور المستقبل، بدار الأم بمدينة الناظور، ندوة علمية في موضوع "الجهوية المتقدمة ورهانات التنمية بالمناطق الحدودية.. الناظور نموذجا"، بمشاركة ثلة من الأساتذة الباحثين والفاعلين المدنيين والمنتخبين. وبعد كلمة افتتاحية ألقتها حياة بوترفاس، رئيسة اللجنة المنظمة، ورئيسة الحركة بالناظور، ناقش الطاهر التوفالي واقع التنمية في إقليمالناظور، "من منطلق اللاعدالة المجالية وما تسببت فيه من تهميش للإقليم وطاقاته، في ظل تمركز التنمية في الجهات الثرية"، داعيا إلى "إعادة النظر في مقومات الجهوية المتقدمة وتصحيح الاختلالات المالية التي كرست واقع التهميش والبطالة وسوء تدبير الثروة المحلية، وحرمان ساكنة الناظور من حقها في التنمية رغم موقعها الحدودي، ورغم توفرها على إمكانات هائلة لإقلاع حقيقي تنموي ومستدام". وفي السياق ذاته، ناقش صالح العبوضي، عضو مجلس جهة الشرق، "المجهودات المبذولة من طرف الجهة للنهوض بالأقاليم التابعة لها، والتي تشكل ديمغرافيا واقتصاديا تحديا كبيرا للنهوض بالجهة، وإسماع صوتها في العديد من الأوراش التي ظلت حكرا على جهات المحور الذهبي، انطلاقا من تقييم موضوعي للإمكانيات القانونية والإدارية التي ما زالت تشكل عرقلة حقيقية ينبغي رفعه من إجل ضمان التنمية المستدامة للجهة". واستعرض مصطفى الكوري "حق الجميع في مراقبة وحماية المستهلك، رغم ما يفرضه اقتصاد الحدود من إجراءات وتجليات للأزمة الخانقة التي يعيشها هذا الاقتصاد وانعكاساته على الأوضاع العامة الساكنة". ومن جانبه، ناقش المصطفى المريزق، الرئيس الناطق الرسمي للحركة، "المساحة الإجمالية التي تفصل مغرب المركز عن مغرب الهامش، من خلال تعثر مشاريع واستراتيجيات تنموية تتعلق بالبنيات الأساسية، والنظام الترابي الجديد الذي لا يزال يكرس الفوارق ويهمش الثروة البشرية، من أجل دينامية جديدة لإدماج خصوصيات إقليمالناظور بما يتناغم مع التحولات الجديدة". وأجمع المشاركون في الندوة على ضرورة "نهج أولويات الاستثمار، والبحث عن وسائل التمويلات، وتشجيع المبادرات المواطنة، وتفعيل البرامج التنموية الجديدة في ارتباط مع ما جاء به خطاب ملك البلاد، من إمكانات البحث عن نموذج تنموي جديد، وتنفيذ المقاربات والآليات المتعلقة بالديمقراطية التشاركية، من أجل تحسين التشاور وضمان مردوديته مع مختلف المقاربات والآليات التي ما زالت تنتظر تطوير وتنظيم الديناميات المجتمعية، والاستفسار عن مخطط التنمية الجهوية في بعده الثقافي والأكاديمي والاقتصادي والاجتماعي". يُشار إلى أن "الندوة تأتي في إطار الدينامية الاجتماعية التي أطلقتها الحركة بالعديد من مناطق المملكة، حرصا على التفاعل مع قضايا سوسيو-اقتصادية وسياسية وثقافية، شكلت وما زالت محور هموم وتطلعات مختلف شرائح المجتمع المغربي، وحرصا منها على المساهمة في إبراز العوامل التي تعوق تحسين الظروف المعيشية للساكنة التي تعيش في المناطق الحدودية"، حسب المنظمين. واستغل منظمو الندوة المناسبة لتكليف حياة بوترفاس بمهمة المنتدبة الترابية لحركة قادمون وقادرون- مغرب المستقبل، لجهة الشرق.