شكل موضوع "التغيير الدستوري و السياسي و مستقبل الريف" محور ندوة علمية نظمت هذا اليوم الجمعة 10 يونيو بمقر غرفة التجارة و الصناعة و الخدمات بالناظور من تاطير كل من الدكتور محمد بودرا رئيس جهة تازةالحسيمة تاونات ، الاستاذ الطاهر التفالي الاستاذ محمد الادريسي و كريم مصلوح منسق الحركة من اجل الحكم الذاتي للريف . وياتي تنظيم هذه الندوة حسب المنظمين في إطار الحراك السياسي و الاجتماعي الذي يعرفه المغرب خصوصا فيما يتعلق بالتعديلات الدستورية و الجهوية الموسعة. وفي مداخلة بعنوان "الدولة المغربية و الحكم الذاتي" قدم الاستاذ محمد الادريسي نبذة عن الريف وعلاقته بالمخزن من جهة و الاستعمار الاسباني من جهة اخرى حيث اوضح الى ان الريف كان محل اطماع العديد من الحضارات نظرا لموقعه الاستراتيجي مشيرا الى ان الانسان الريفي كان يرفض الوصاية من طرف اي قوى خارجية وانه قاوم كل الغزاة الذين حاولوا بسط سيطرتهم عليه ليخلص في النهاية الى ان ضرورة ارساء نظام للحكم الذاتي بالريف يتيح لأبنائه تيسير شؤونهم الاقتصادية و السياسية بانفسهم . من جهته اعتبر محمد بودرا مشروع الجهوية الموسعة الذي جاء به تقرير عزيمان لا يرقى الى تطلعات ابناء الريف لا من حيث التقسيم ولا من حيث الاختصاصات التي منحت لرئيس الجهة ، واتهم بودرا جهات حزبية لم يسميها بالسعي الى اجهاض حلم الريفيين في انشاء جهة موحدة ، مشيرا في نفس الوقت الى انه اذا تم منح صلاحيات واسعة للحكومة على حساب صلاحية الملك سيطال الريف تهميشا كالذي كان يعانيه منذ عقود. لان رئيس الحكومة حسب تعبير بودرا سيكون رئيس حزب من الاحزاب الوطنية واكيد لن يكون لابناء الريف اي تاثير في اتخاذ القرارات خصوصا وان الدولة تمنع تاسيس احزاب جهوية. وفي مداخلة بعنوان "الريف بين الاقتصادي و السياسي " تطرق الاستاذ الطاهر التفالي الى الدور الذي يلعب الجانب الاقتصادي بموازاة مع الجانب السياسي في بلورة رويا واضحة يمكن من خلالها خدمة الشعب وتحقيق التنمية المستدامة مؤكدا ان الجهوية يجب ان تنتج عن قرار سياسي و اقتصادي في نفس الوقت من اجل تحيقيق اهدافها ، وفي هذا الصدد أشار الأستاذ التوفالي الى أبناء الريف لا يسعون الاستقلال بل يتطلعون فقط الى تسيير شؤونهم بأنفسهم وتنمية منطقتهم مشيرا الى ان الريف تعرض منذ عقود للتهميش و الإقصاء فيما تركزت اغلب المشاريع الاقتصادية الكبرى في الدارالبيضاء نتيجة نهج الدولة لسياسة المركزية. من جانبه انتقد كريم مصلوح منسق الحركة من اجل الحكم الذاتي للريف مشروع الجهوية الذي جائت به اللجنة الاستشارية للجهوية معتبرا مشروعها لا يستجيب لتطلعات ابناء الريف وطموحاتهم مشيرا الى ان هناك التغيرات السياسية و الدستورية التي يم الحديث عنها بالمغرب لم تاتي باي جديد بخصوص الريف حيث تركزت على كيفية ممارسة السلط و توزيع الاختصاصات بين الملك و الحكومة فيما افلت الجانبا مهما و المتعلق بتقسيم السلط بين الجهات الذي سيتيح لابناء الريف لتسيير شؤونهم بانفسهم. تصوير : محمد زريوح