شكل موضوع "مستقبل الريف بين الجهوية الموسعة والحكم الذاتي" محور ندوة نظمت هذا اليوم الجمعة 20 ماي بفندق محمد الخامس بالحسيمة بشراكة بين شبكة جمعية الأحياء بالحسيمة واللجنة التحضيرية للحركة من أجل الحكم الذاتي اطرها كل من الدكتور محمد بودرا رئيس جهة تازة تاونات والأستاذ الطاهر التوفالي والطالب الباحث كريم مصلوح و الذين اجمعوا على رفضهم للتقسيم الجهوي الذي جاء في تقرير اللجنة الإستشارية حول الجهوية. وأوضح الدكتور محمد بودرا في كلمته أن ما جاء به تقرير اللجنة لا يتوافق وتطلعات أبناء الريف خصوصا في الجانب المتعلق بالتقسيم وإلحاق الريف بالجهة الشرقية مؤكدا أن هذا التقسيم يحكمه الهاجس الأمني والسياسي ولم يراعي الخصوصيات التاريخية والثقافية والتنموية للمنطقة. وسجل الدكتور بودرا غياب النقاش حول الجهوية بالنسبة لمختلف الأطراف السياسية وهو ما اعتبره تهرب من هذه الأخيرة كي لا تقدم توضيح حول رؤيتها للموضوع مشيرا إلى أن الأطراف (التي لم يسميها ) تطالب تقاسم السلطة مع الملك لكنها لا تريد تقاسم السلطة بين الجهات ، وقال "إني أفضل أن يحكم الملك على أن تحكم الأحزاب السياسية الوطنية التي تغيب فيها تمثيلية أبناء الريف في هياكلها التنظيمية" مضيفا أن "حكم هذه الأحزاب دون وجود جهوية موسعة جدا سيشكل خطرا على الريف" كما أشار إلى أن هناك أطرافا تحاول تلفيق تهمة الانفصال لحركة من أجل الحكم الذاتي والمدافعين عن الجهوية الموسعة مؤكدا في نفس السياق على أن الجهوية والحكم الذاتي هو منطق وحدوي وليس انفصالي . ودعا الدكتور محمد بودرا الى ضرورة تضافر جهود مختلف مكونات المجتمع الريفي بمختلف تلاوينه السياسية للعمل على بلورة رؤيا موحدة بخصوص مستقبل الريف . وفي نفس السياق أشار الأستاذ الطاهر التوفالي الى أبناء الريف لا يسعون الاستقلال بل يتطلعون فقط الى تسيير شؤونهم بأنفسهم وتنمية منطقتهم مشيرا الى ان الريف تعرض منذ عقود للتهميش و الإقصاء فيما تركزت اغلب المشاريع الاقتصادية الكبرى في الدارالبيضاء نتيجة نهج الدولة لسياسة المركزية . وأوضح التوفالي الى ان إنجاح الجهوية رهين بتقريب المصالح من المواطنين من خلال مجالس منتخبة ذات صلاحيات قانونية ومالية واسعة تعطي لها الإمكانية للتدخل لحل اي مشكل اجتماعي او تنموي كمشكل البطالة و التعليم و التطبيب... . ولم تختلف كثيرا مداخلة كريم مصلوح المنسق العام للجنة التحضيرية لحركة الحكم الذاتي للريف عن مداخلات بودرا و التوفالي حيث اشار فيها الى ان تقرير اللجنة الاستشارية حول الجهوية ضعيف وهزيل لكونها وظفت الخطاب الملكي بشكل جامد رغم ان الخطاب هو مرجعا فقط يحتاج للتطوير حسب تعبيره . وأضاف مصلوح ان هناك ازدواجية في التعاطي مع موضوع الحكم الذاتي بين الصحراء و الريف موضحا ان الحكم الذاتي بالصحراء لم يلقى اي اعتراض او نقاش فيما ان لقي موضوح الحكم الذاتي بالريف اعتراضا واسعا و نظرة ونظرة من طرف الدولة المغربية. واعتبر مصلوح انه ليس هناك مشكل في التسمية بين الحكم الذاتي و الجهوية الموسعة بل ما يهم هو تمكين ابناء الريف من تسيير شؤونهم من خلال برلمان او مجلس جهوي ذو صلاحيات واسعة في ومنح الجهة استقلالية على المستوى التشريعي و القضائي. وتجدر الإشارة الى ان الندوة عرفت غياب نجيب الوزاني الأمين العام لحزب العهد الديموقراطي الذي كان من المقرر ان يشارك في تاطير هذه الندوة.