قال سعد الدين العثماني، رئيس الحكومة، إن من بين الأسباب المعرقلة للنموذج التنموي المغربي "ضعف الحكامة على مستوى السياسات العمومية، وغياب التنسيق بين مختلف المتدخلين المعنيين بتنفيذ المشاريع التنموية". وأكد العثماني في كلمة خلال لقاء دراسي حول "النموذج التنموي المغربي مسار متجذر ورهان متجدد"، المنظم من طرف جمعية مهندسي العدالة والتنمية، أن منظومة الحكامة في المغرب عرفت تطورا مهما خلال السنوات الأخيرة، لكنه استدرك: "مزال خصّنا نطورو هاد المنظومة". وانتقد العثماني ضعف التنسيق بين مختلف المتدخلين لتنفيذ المشاريع التنموية، وقال إن "غياب التنسيق يكلف البلاد خسائر كبيرة، ويضيع الكثير من الجهد"، ودعا إلى إصلاح متواصل للإدارة، و"تقليص بيروقراطيتها لتسريع عملها، وللاستجابة للمتطلبات بسرعة". رئيس الحكومة شدّد على أن النموذج التنموي ليس هو بالضرورة النموذج الاقتصادي والاجتماعي وحده، بل يجب توسيع هذا المفهوم ليشمل الثروة غير المادية، التي اعتبر أنها تساهم في نهضة الشعوب. وقال العثماني: "هناك جوانب لا تقاس بمقاييس رياضية، وهي في غاية الأهمية، كقيمة العمل، مثلا، كأن نعرف كم يعمل الفرد المغربي، وكم يعمل الفرد في اليابان، والدول الإسكندنافية، فإذا كان لدينا شخص يعمل أربع ساعات في الأسبوع فسيخلق ثروة ضعيفة، بينما الفرد الذي يعمل أربعين ساعة في الأسبوع يخلق ثروة مضاعفة". كما دعا العثماني إلى القطع مع المحسوبية والزبونية، والولاءات الحزبية والقبلية، التي اعتبرها من بين الإشكالات العميقة التي تمس النموذج التنموي المغربي، وأردف: "يجب أن يكون نموذجنا التنموي قائما على ثقافة الاستحقاق، من يعمل أكثر يجب أن يجازى، ومن لا يعمل لا يجب أن يجازى، بل يجب عليه ألا يقبل شيئا إذا أعطي له وهو غير مستحق له". وبخصوص نسبة النمو في المغرب، اعتبر العثماني أنها تظل مقبولة، خاصة وأن الظرفية الاقتصادية العالمية المتسمة بالأزمة خلال العشر سنوات الأخيرة أثرت على نسبة النمو حتى في البلدان المتقدمة، لكنه دعا إلى بذل مزيد من الجهود لرفعها، بما يضمن تقليص الفوارق، وتكريس العدالة الاجتماعية. من جهته، قال محمد صديقي، رئيس جمعية مهندسي العدالة والتنمية عمدة مدينة الرباط، إن النموذج التنموي المغربي يحتاج إلى دفعة والانتقال به إلى مرحلة أخرى، مضيفا: "يجب البحث عن نموذج تنموي يمكن من تجاوز كل العراقيل ويخلق مزيدا من الثروة والشغل". في السياق نفسه، قال عمر الفاسي الفهري، نائب رئيس منتدى خبراء وأطر حزب العدالة والتنمية، إن النموذج التنموي المغربي الحالي وصل إلى حده، "ويجب أن تكون هناك نقلة نوعية والمرور إلى مرحلة جديدة"، مضيفا أن المغرب قادر على إرساء أسس نموذج تنموي قوي، لكونه يملك كل مقومات الاحترام لدى مختلف القوى المؤثرة في العالم.