كعادتهم تجمع فبرايرو مراكش والمتعاطفون معهم بساحة باب دكالة مساء يوم الأحد 23 أكتوبر 2011، لتنطلق مسيرتهم والتي تكونت من بضع مئات من المشاركين على الساعة الخامسة مساء، لتجوب شارعي علال الفاسي وفلسطين وتنهي مشوارها بحي الداوديات في السابعة مساء من نفس اليوم. رفع المحتجون وهم بالمناسبة من مختلف الفئات العمرية، مع حضور لافت للشباب فالحركة شبابية بإمتياز، رفعوا لافتات تدين الفساد وتعتبر المحطة الإنتخابية القادمة مجرد مسرحية، وكانت صور شهيدي الحركة عماري وبودروة حاضرة بكثرة.. ورفعوا أيضا حناجرهم بشعارات إختلط فيها السياسي بالإجتماعي بالإقتصادي من قبيل: (كيف دير يا مسكين المعيشة دارت جنحين) أجنحة سيتم توظيفها بصيغة أخرى للتنديد بالفوارق الإجتماعية التي ما فتئت تتفاقم يوما بعد يوم (شي علا وبغا يطير وشي ساكن فالقصدير)، (علاش جينا علاش جينا الما والضو غالي علينا)، (في المغرب عليك أمان لا حكومة لا برلمان)، (هذا مغرب الله كريم لا صحة لا تعليم)، (الفوسفاط وجوج بحورة وبلادنا عايشة مقهورة)... ولم يفت المشاركين التعبير عن فرحتهم بإنعتاق الشعب الليبي ومساندتهم لكل الحركات الثورية الأخرى في العالم العربي.. وكان الحضور النسوي وفيا لشعاره: (النساء والرجال في النضال بحال بحال). وقد صرح عبد الإله طاطوش الكاتب العام للجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع مراكش وهي إحدى الهيئات الداعمة للحركة وطنيا ومحليا لهسبريس: "نحن مازلنا مستمرين في نضالنا مع الشعب المغربي ضد الفساد وضد الرشوة وضد رموزهما.. رغم ان المسؤولين لم يستوعبوا رسالة الشعب ومطالبه، إلا أننا سنناضل وسننزل للشارع، وسنقاطع المحطات القادمة ليس من أجل مقاطعة المؤسسات، ولا للمقاطعة في حد ذاتها، بل هي مقاطعة للفساد في الظرف الراهن.." وحول ما عرفه موقع مراكش من خلافات بين بعض مكونات الحركة وصل حد إلغاء المسيرة الأخيرة فقد إعترف طاطوش بوجود إختلافات ومشاكل على المستوى المحلي إلا أنه واصل: "نحن متمسكون بالبيان التأسيسي الذي نعتبره فصلا بين الجميع ونحن مستمرون.." أما أحد شباب الحركة وهو شاب في العشرين فقد تحدث لهسبريس قائلا: "خروجنا لمساندة الشعب المغربي ولرفع الحصار المضروب عليه، ونحن هنا كبقية أبناء الشعب للمطالبة بالحرية. وخروج الحركة اليوم دلالة على عنفوانها وإستمراريتها." أما محمد أبطيو من اللفيف النقابي المحلي الداعم لحركة 20 فبراير فجاء تصريحه لهسبريس كالتالي: "هذا إختيار ومكسب كبير للحركات الإجتماعية، وهي من السياقات المتقدمة للتعبير عن المطالب المشروعة التي نعتبرها أساسية لكل مجتمع، فلا يمكن لأي مجتمع أن يتطور دون ديموقراطية ودون الحق في التعليم ودون الحق في سكن لائق.. والحركة بدورها جزء من الحركة الكبرى التي يشهدها العالم العربي.."