ما تزال تتناسل تداعيات اختيار المجلس الجماعي لمدينة أكادير أسماء فلسطينية لعنونة أزقة عاصمة سوس؛ إذ أعلنت مكونات من الحركة الأمازيغية عزمها تنظيم وقفة احتجاجية أمام بلدية أكادير، الثلاثاء، تنديدا بالقرار الذي اعتبرته، "محاولة لمحو هوية المغاربة المليئة بالرموز التاريخية". الوقفة اعتبرت التسميات "غير بريئة، وتستبطن استلابا للأجيال المقبلة التي ستجد أمامها أسماء لمدن لا يعرفها حتى الفلسطينيون، في حين إن الثقافة الأمازيغية تعج بشخصيات عظيمة أسدت الكثير للوطن في شتى المجالات من الفنية والثقافية والاقتصادية والسياسية". وأردف الداعون إلى الوقفة أن حزب العدالة والتنمية، وحركة التوحيد والإصلاح، يسعيان إلى استغلال تواجدهما في السلطة من أجل تزكية ما أسموه "التعريب القسري لأكادير"، مطالبين السكان بالاستجابة لنداء "النزول بقوة للوقوف في وجه ما يحاول المجلس تمريره". وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي موجة سخرية كبيرة من القرار؛ إذ تناقل العديد من الرواد صورا وعبارات تستهزئ من التسميات الجديدة، وتستغرب من وضع أكادير الذي شبهوه بخان يونس والعديد من المدن الفلسطينية من حيث "الركود وضعف البنيات التحتية وكذا انتشار الأزبال والأوساخ". وفي هذا الصدد، قال الناشط الأمازيغي منير كجي إن "قرار البيجيدي يدخُل ضمن المزايدات السياسية الرامية إلى استغلال فلسطين سياسيا، وستكون له تبعات تاريخية كبيرة، لأن أكادير لها رموز رياضية وفنية وثقافية كبيرة"، متسائلا: "هل في عاصمة سوس شارع يحمل اسم محمد خير الدين وعموري مبارك والحاج بلعيد؟". وأضاف كجي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "أكادير مخاصهاش رموز"، وأبدى استغرابه من تسمية مركب في مدينة أكادير باسم جمال الذرة، رغم أن "العديد من الأسماء الوطنية لم تحظ بحقها في ذاكرة المدينة التي أعطتها الشيء الكثير". وزاد المتحدث أن "الخطوة تضرب عراقة مدينة أكادير الأمازيغية، وستُحولها إلى مسخ هوياتي وثقافي"، مشددا على أن "المغاربة مطالبون بالاعتزاز بهويتهم وشخصياتهم المقاومة للاستعمار، عوض الاقتباس من فلسطين البعيدة عنا التي لم تسم يوما شوارعها بأسماء شخصيات مغربية". وأردف كجي أن "الناس ممتعضون جدا من القرار، ويعتزمون خوض وقفة احتجاجية يوم الثلاثاء لإيقاف المهزلة"، بتعبيره، داعيا "سكان المدن الأخرى التي تعاني من المشكل نفسه إلى التصدي لمثل هذه الأمور التي تجعل الوطن دون هوية ولا مرجعية حضارية وثقافية". جدير بالذكر أن جماعة أكادير كانت قد أطلقت تسميات فلسطينية على أربعين زقاقا وشارعا بأحد أحياء مدينة أكادير؛ إذ صادق المجلس الجماعي للمدينة مؤخرا على تسمية أزقة بالمدينة بأسماء من قبيل: خان يونس، يافا، طولكرم، طبرية، باب المغاربة، باب الأسباط، باب القطانين، المسجد الأقصى، قبة الصخرة، وغيرها من الأسماء ذات الرمزية الفلسطينية.