على عُلو يتجاوز 2700 متر، يعتكف زهير بنخلدون، لساعات وأيام طويلة، على مراقبة الفلك من أعالي جبال الأطلس الكبير، بحثاً عما يوجد في ملكوت السماوات والأرض، ليرسم معالم نجاح علمي مغربي يستوجب الإشادة. إنه مدير مرصد المرصد الفلكي أوكايمدن، التابع لجامعة القاضي عياض بمراكش، والذي نجح رفقة فريقه في اكتشاف كويكب ثنائي، قالت وكالة الفضاء الأمريكية إنه يشكل خطراً على الأرض. ليس هذا فقط، بل سبق للمرصد الفلكي المغربي أن شارك، العام الماضي، في اكتشاف سبعة كواكب جديدة خارج المجموعة الشمسية قد تكون صالحة للحياة؛ وهو ما شد أنظار المجتمع العلمي الدولي، ويثبت أن في المغرب قامات علمية تشتغل في صمت لصالح البشرية. يحمل زهير بنخلدون، البالغ من العمر 59 عاماً، محفظة علمية ثقيلة، بدأت بباكالوريا في العلوم الرياضية من ثانوية مولاي يوسف بالرباط سنة 1978 إلى جامعة نيس صوفيا في فرنسا. استمر مسار ابن المغرب في جامعة نيس صوفيا لسنوات، وانتقل بعدها إلى جامعة مرسيليا ليحصد هناك دكتوراه في علم الطاقة، لم يتوقف عن الكد والجد، وحاز دكتوراه الدولة في العلوم الفزيائية من جامعة القاضي عياض بشراكة مع جامعة نيس صوفيا سنة 1994. هو اليوم رئيس مرصد أوكايمدن للفلك، ورئيس اللجنة الوطنية لعلم الفلك، كما أنه من المؤسسين للجمعة العربية لعلم الفلك ورئيسها، كما له من المقالات والدراسات العلمية؛ وهو ما يجعله من الأسماء العلمية المرموقة في المغرب. يسهم زهير بنخلدون، رفقة عدد من المغاربة في مرصد أوكايمدن، في صنع مجد علمي للمغرب، وبتطلعه إلى السماء لرصد ما يدور حولنا استحق عن جدارة واستحقاق أن يتربع على عرش الطالعين في هسبريس.