أقدمت السلطات الأمنية البلجيكية، اليوم السبت، على اعتقلت الإعلامية المغربية كوثر فال، الناشطة أيضا في عالم المال والأعمال، بتهمة "التجسس لصالح المخابرات المغربية"، وفق ما ذكرته منابر صحافية محلية. وأوردت مصادر إعلامية بلجيكية أنه تم احتجاز المواطنة المغربية بمركز مغلق في انتظار طردها من البلاد، كما تم سحب تأشيرتها بعد توجيه تهم إليها بأنها "تشكل خطراً على أمن الدولة، طبقا لتعليمات صادرة عن مكتب الأجانب". "كوثر فال تقدم نفسها كامرأة أعمال ورئيسة لعدد من المنظمات، بما في ذلك مؤسسة إعلامية إفريقية"، تقول المصادر التي لفتت الانتباه إلى أن فال سبق أن اعتقلت للمرة الأولى في 29 ماي الماضي، لكن جرى إطلاق سراحها بعدما طعنت في ذلك. قرار اعتقال المغربية كوثر فال صدر الثلاثاء الماضي، وتم تنفيذه في اليوم الموالي لذلك؛ بعدما كانت في طريقها إلى اجتماع يعقد في مقر البرلمان الأوروبي بالعاصمة بروكسل. وقالت كوثر فال، في رسالة احتجاج، إنه "جرى اختطافها"، بينما أكد مكتب الأجانب البلجيكي أن "المواطنة المغربية معتقلة بناء على طلب من أمن الدولة". محامية المغربية المعنية بالأمر، جوليان هاردي، أكدت في تصريح نقلته وسائل إعلام بلجيكية أن "مذكرة أمن الدولة بُنيت على قاعدة بيانات كانت سطحية للغاية و"غير دقيقة بالمرة". وتُدير كوثر فال مجلة أوروبية بشمال إفريقيا والشرق الأوسط، وتقدم نفسها على أساس أنها فاعلة جمعوية ومستشارة اقتصادية لدى عدد من غرف التجارة بالمغرب وأوروبا. وذُكر اسم الإعلامية كوثر فال ضمن ملف الصحافي المعتقل توفيق بوعشرين، مالك يومية "أخبار اليوم" الورقية في المغرب، المتابع بتهم تتعلق ب"الاغتصاب والتحرش الجنسي والاتجار بالبشر". وفال مشتكية بتوفيق بوعشرين قالت، في رسالة سابقة، إنها متمسكة بمتابعته قضائياً، وسبق أن أرسلت إشهاداً، عن طريق "الفاكس"، إلى محاميتها صباح العلمي لتؤكد فيه أنها تتشبث بالمتابعة. وكانت مصادر إعلامية مغربية قد ذكرت أن كوثر فال "تتابع علاجا نفسيا في بروكسيل بسبب حملة تشهير إعلامية تتعرض لها"، وفق قصاصات إخبارية نشرت في وقت سابق. وسبق ل"لمتهمة بالتجسس" أن حظيت بتكريم خلال المؤتمر الأول لاتحاد الإعلاميات العرب، المنعقد بدولة الكويت يومي 8 و9 يناير 2017، لمساهمتها في تعزيز صورة المرأة العربية في القارة الأوروبية. وقالت فال، التي تشرف على إدارة مجلة أوروبية ببروكسيل، في تصريح سابق لجريدة هسبريس الإلكترونية، إنها تعمل من أجل "تغيير الصورة النمطية الملتصقة بالمرأة العربية عموما، والمغربية على الخصوص"، وتسعى إلى تنظيم النسخة الثانية من المؤتمر بالمملكة المغربية.