عقب فوزها على السويد بهدفين نظيفين في ربع نهائي مونديال روسيا 2018 ، أصبحت إنجلترا على بعد خطوة من بلوغ نهائي كأس العالم عقب مرور أكثر من نصف قرن على النهائي الأول والوحيد في تاريخها حين توجت بطلة للعالم بلندن في 1966. وفي ذلك العام، فازت إنجلترا على ألمانيا 4-2 في نهائي النسخة التي نظمتها المملكة، لتتوج بطلة للعالم للمرة الأولى والوحيدة في تاريخها. وقبل مونديال إنجلترا، لم يشارك المنتخب الإنجليزي سوى في أربع نسخ من البطولة الكروية العالمية، وكان ربع النهائي هو أقصى إنجاز له (في سويسرا 1954 وتشيلي 1962)، وعقب الوصول للقمة في 1966 ، كان نفس الدور هو دائما نهاية مشوار "الأسود الثلاثة" في كل النسخ التالية باستثناء كأس العالم 1990 في إيطاليا حين بلغ الفريق نصف النهائي قبل أن يسقط أمام ألمانيا بركلات الترجيح. والآن تمكن المنتخب الإنجليزي بقيادة مدربه جاريث ساوثجيت من معادلة إنجاز 1990 بعد أن نجح في تجاوز دور الثمانية وبلوغ نصف النهائي، ليصبح "الأسود الثلاثة" على بعد خطوة واحدة من الوصول لنهائي المونديال بعد مرور أكثر من نصف قرن. وتتمثل هذه الخطوة في تجاوز كرواتيا، منافس الإنجليز في المربع الذهبي، في المباراة المقررة في 11 يوليوز الجاري على ملعب لوجنيكي، في حين ستجمع مباراة نصف النهائي الثانية بين فرنسا وبلجيكا. وتمكنت إنجلترا من تحقيق ذلك في نسخة لم تكن حتى ضمن المرشحين للفوز بها، حيث خاضت البطولة وهي في المركز ال13 من تصنيف الفيفا، في حين أن لائحة المرشحين كانت تتصدرها منتخبات ألمانيا والبرازيل وإسبانيا، التي سقطت في مراحل مختلفة من السباق. وتجاوز منتخب "الأسود الثلاثة" عقدة ربع النهائي بفضل رأسيتين من هاري ماجوير وديلي ألي، وهما لاعبان يمثلان ماهية هذا المنتخب: شاب (ماجوير 25 عاما وألي 22)، ويفتقر للخبرة، (خاض الأول عشر مباريات رسمية مقابل 28 للثاني) ويقوده مدرب درس بشكل منهجي إمكانيات لاعبيه. وبعد تجاوز دور الثمانية، تستعد إنجلترا الآن لمواجهة كرواتيا التي ستكون العقبة الأخيرة في طريق "الأسود الثلاثة" للوصول للنهائي الذي لم تطأه أقدام الإنجليز سوى لرفع الكأس الذهبية في 1966. *إفي