قررت محكمة الاستئناف بمدينة مراكش، اليوم الثلاثاء، تأجيل جلسة محاكمة "فقيه ستي فاضمة"، الذي كان من المقرر أن يمثل أمام قاضي التحقيق بالمحكمة نفسها لاستكمال التحقيق التفصيلي، بسبب غياب المتهم الذي يوجد رهن الاعتقال الاحتياطي بسجن الاوداية ضواحي المدينة الحمراء، إلى 4 يوليوز كتاريخ لجلسة جديدة، في الوقت الذي حضرت فيه الطفلات ضحايا الاستغلال الجنسي وآباؤهن. وتعود تفاصيل هذه القضية إلى شكاية توصل بها المركز الترابي للدرك الملكي بستي فاضمة من أبّ حول اختفاء ابنته إثر سفرها إلى مدينة الدارالبيضاء، بعد أن تقدم شاب من العاصمة الاقتصادية لخطبتها، هربا من افتضاح أمر فقدانها للبكارة على يد الفقيه الذي كان يشرف على تدريس الفتيات القاصرات بالمسجد وتحفيظهن القرآن الكريم، وينفرد بهن لاستغلالهن جنسيا. ودخل فرع المنارة مراكش للجمعية المغربية لحقوق الإنسان على خط هذه القضية لمؤازرة الضحايا وعائلاتهن، داعيا إلى إعمال القانون والالتزام بالشرعة الدولية لحقوق الإنسان، والاحتكام لقواعد العدل والإنصاف. وطالب التنظيم الحقوقي ب"فتح تحقيق شامل ومعمق في الوقائع والانتهاكات التي قد تكون طفلات أخريات تعرضن لها، وتفعيل مبدأ عدم الإفلات من العقاب وجبر الأضرار". كما دعت الجمعية نفسها إلى تمكين الضحايا من المراقبة الطبية والنفسية، وإعادة تأهيلهن ودمجهن اجتماعيا وفي الوسط المدرسي، والقضاء بتحمل مسؤولياته وعدم التساهل مع جرائم البيدوفيليا، مع ما يقتضي ذلك من تطبيق للقانون والمعايير الدولية لحقوق الإنسان. ومن المطالب الأخرى التي رفعها التنظيم الحقوقي نفسه "اعتماد مقاربة مندمجة تستهدف التحسيس والتوعية بالاستغلال الجنسي والاستعمال الاستغلالي الجنسي للقاصرات والقاصرين، والإسراع بالتربية على حقوق الإنسان بقيمها الكونية والشمولية، ووضع إستراتيجية واضحة لمراقبة مدى صحة وسلامة تدريس الاطفال والطفلات في الكتاتيب، وبما يجعل هذه المؤسسات تحت المراقبة وغير منفلتة من عقال القانون".