أجلت غرفة الجنايات الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بمراكش، الأربعاء، محاكمة "فقيه" دوار بيحلوان بمنطقة سيتي فاضمة، بإقليمالحوز، الذي تتابعه النيابة العامة بهتك عرض سبع طفلات، إلى ال19 من شهر يونيو المقبل، من أجل إحضار الضحايا. وكانت الجلسة السابقة شهدت مواجهة بين "الفقيه" وبين ضحاياه اللواتي أكدن تعرضهن للاستغلال الجنسي؛ فيما نفى المتورط التهم الموجهة إليه. وتتابع النيابة العامة المختصة بمحكمة الاستئناف "الفقيه" المذكور بتهم استدراج فتيات تقل أعمارهم عن 18 سنة، وهتك أعراضهن باستخدام عنف نتج عنه فقدان بكارة بعضهن. وتعود تفاصيل هذه القضية التي يتابع فيها "الفقيه"، الذي يوجد رهن الاعتقال الاحتياطي بسجن لوداية ضواحي المدينة الحمراء، إلى شكاية توصل بها المركز الترابي للدرك الملكي بستي فاضمة من أب حول اختفاء ابنته إثر سفرها إلى مدينة الدارالبيضاء بعد أن تقدم شاب من العاصمة الاقتصادية لخطبتها، هربا من افتضاح أمر فقدانها للبكارة على يد المعني بالأمر حين كان يشرف على تدريس الفتيات القاصرات بالمسجد وتحفيظهن القرآن الكريم، وينفرد بهن لاستغلالهن جنسيا. وكانت الفتاة المعنية رتبت لهروبها بأن أخفت مفاتيح سيارة والدها، بعدما نسقت مع ضحية أخرى تعاني من الوضعية نفسه بمدينة طنجة، فقررتا الالتقاء بالدارالبيضاء؛ لكن ربط فتاة ستي فاضمة الاتصال بقريب لها من إقليمالحوز ليقرضها مالا كشف خطة هروبها، وهو ما دفعه إلى الاتصال بوالدها، الذي طلب بدوره من أفراد من عائلته الحضور إلى محطة أولاد زيان وانتظار هبوط ابنته من الحافلة التي تقلها من مراكش. وأوضحت مصادر هسبريس أن "النيابة العامة طلبت من عناصر الدرك الملكي التي انتقلت إلى الدارالبيضاء، لإحضار الفتاة التي فرت من الحوز، أن تحضر كذلك القاصر التي حضرت من مدينة طنجة، وتحرير محضر رسمي لهما". ودخلت جمعيات حقوقية على خط هذه القضية، كالجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع المنارة والجمعية الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب، للمطالبة ب"فتح تحقيق معمق حول الاغتصاب والاعتداءات الجنسية التي تعرضت لها الطفلات". وأدانت الهيئتان المذكورتان تصرف هذا "الفقيه"، الذي كان يعمل بالدوار منذ حوالي 20 سنة، مع دعوة القضاء إلى تصليب العقوبات في حقه في حالة ثبوت الاعتداءات الجنسية، محذرتين من مغبة دخول أي طرف على خط القضية واحترام حق الضحايا والعائلات والمجتمع في العدل والإنصاف.