حلّ هورست كولر، المبعوث الأممي لنزاع الصحراء، مساء يوم أمس، بمطار تندوف على متن طائرة إسبانية خاصة، قادما من العاصمة الموريتانية نواكشوط، التي أجرى بها مباحثات طويلة مع الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، وإسماعيل ولد الشيخ أحمد، ووزير خارجيته. وكان في استقبال الألماني كولر كل من محمد خداد، منسق جبهة البوليساريو مع المينورسو، وفاطمة المهدي، المسؤولة عن التنظيم النسائي بالجبهة، الى جانب أمومن مرموري، والي تندوف، ومسؤولين أمنيين جزائريين، في انتظار اجتماعه بإبراهيم غالي، الأمين العام لجبهة البوليساريو، في زيارة قد تدوم مدة 24 ساعة فقط. وقد باشر الفريق الأممي، اليوم الثلاثاء، مباحثاته الثنائية مع لفيف من ممثلي قيادة البوليساريو بمخيمات تندوف، يقوده امحمد خداد، منسق البوليساريو مع المينورسو، وخطري ادوه، وفاطمة المهدي، حيث رصد تصورات الطرف الثاني من النزاع، ومدى استعداده للمشاركة في عملية التسوية السياسية المتوقفة منذ 2012. ومن المرتقب أن يحط فريق الوسيط الأممي الرحال بالرباط مرورا بمدينة العيون والسمارة والداخلة، على أن ينهي جولته إلى المنطقة في فاتح يوليوز بالعاصمة الإسبانية مدريد؛ وهي جولة ستكون موضوع تقرير مفصل يرفع إلى أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، قبل 31 أكتوبر المقبل، موعد مناقشة مجلس الأمن الدولي لقضية الصحراء، بالتزامن ونهاية الولاية الانتدابية لبعثة المينورسو، والتي تم تمديدها بناء على القرار الأخير 2414 مدة ستة أشهر فقط. ويمني كولر النفس بأن تسهم جولته في جسر الهوة بين أطراف النزاع، وتقريب وجهات النظر بغية إطلاق جولة جديدة من المفاوضات، وهي المهمة التي تبدو عسيرة وصعبة المنال، في ظل تمسك كل طرف بطرحه لحلحلة النزاع، إذ يشدد المغرب على أن لا يتجاوز سقف التفاوض مقترح الحكم الذاتي؛ فيما ترهن البوليساريو الحل بالاستفتاء، بعد فشل عديد من المبادرات المثيرة للجدل، والتي حاول كريستوفر روس، المبعوث الأمريكي السابق، دسها كحلول وسطى بين المنزلتين، من قبيل نظام الفيدرالية والكونفدرالية.