لم يدر بخلد التلميذة سلمى الحمري أن نيلها لشهادة الباكالوريا برسم الموسم الدراسي 2017-2018 سيوجه نحوها عدسات الكاميرا والإعلام، وسيجعلها حديث قريتها الصغيرة وإقليمها الجبلي الذي افتخر وتباهى بتوفق التلميذة القروية في شعبة العلوم الفيزيائية، بعد سنوات من التحصيل بمختلف المدارس العمومية، مكسرة بذلك هيمنة تلميذات المجال الحضري. وسط مركز عين دريج بالجماعة الترابية لمجاعرة بإقليم وزان، كان لقاء هسبريس بسلمى الحمري، ابنة أستاذة تعليم ابتدائي تكبدت مهمة تربيتها ورعايتها حتى بلوغها هذا الإنجاز، ورب أسرة يشتغل تقنيا في الهندسة المدنية، بمنزل أسرتها بالجماعة القروية ذاتها. سلمى، الحاصلة على أعلى معدل برسم باكالوريا 2018 على صعيد المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية والتعليم العالي والتكوين المهني بوزان، بلغ 18,67 على 20، بميزة حسن جدا، قالت لهسبريس إن استعدادها للامتحان الوطني بدأ منذ بداية الموسم الدراسي الذي واظبت خلاله على التحضير الجاد ومواكبة كل كبيرة وصغيرة، مستحضرة الدعم المعنوي والمادي الذي وفره لها محيطها الأسري الذي أسهم في هذا الإنجاز المستحق. وعزت التلميذة ذات 17 ربيعا، التي تدرس بالثانوية التأهيلية معاذ بن جبل بالجماعة سالفة الذكر، تفوقها إلى مساعدة والديها وعائلتها، إلى جانب مراكمتها لمعدل عال بالامتحان الجهوي، معتبرة أن ما حققته من تميز وتفوق كان للطاقم التربوي، من أساتذة وإداريين، دور فاعل فيه. وكشفت التلميذة ذاتها، ضمن مقطع فيديو ينشر بالصوت والصورة، أن اختيارها لما بعد الباكالوريا يتأرجح ما بين حلم ولوج كلية الطب والصيدلة، وإكمال مسارها الدراسي لتكون مهندسة، معربة عن أملها في أن يكون التوفيق حليفها للوصول إلى المبتغى. كما أبدت صاحبة أعلى معدل بالباكالوريا بإقليم وزان تخوفها من عدم حصولها على المنحة التي توفرها مؤسسة محمد السادس لفائدة أبناء نساء ورجال التعليم، متمنية في الوقت نفسه لقاء الملك محمد السادس احتفاء بالتلميذة القروية المغربية المجدة. من جانبه، عبّر إدريس الحمري، والد سلمى، في تصريح لهسبريس، عن فرحه إزاء الإنجاز الذي حققته ابنته، مشيرا إلى أنه حرص، إلى جانب زوجته، على توفير كل الظروف المناسبة وتمكين ابنتهما من حصص الدعم والمراجع التي تحتاج إليها، مبرزا في الوقت نفسه أن إحساسا مسبقا كان يراوده بخصوص تفوق الصغيرة سلمى، إلا أن تصدرها لنتائج الامتحان على صعيد المديرية الإقليمية بوزان شكل مفاجأة سارة وحدثا افتخرت به منطقة عين دريج وإقليم وزان ككل.