استطاع ظافر يوسف، عازف العود والمطرب التونسي المعروف، أن يخلق أجواء استثنائية في اليوم الثاني من مهرجان فاس للموسيقى الروحية، بأداء متميز على مسرح باب الماكينة، أداء ولحْنا وتفاعلا مع الجمهور. ظافر يوسف شدّ أنظار الجمهور الذي حجّ إلى باب الماكينة لمتابعة حفله، الذي قدم فيه الأغاني والمعزوفات التي تضمنها ألبومه الأخير الذي اختار له عنوان "ديوان الجمال والغرابة"، والذي يمزج فيه بين الموسيقى العريقة والصوفية. المزج بين الموسيقى العريقة والصوفية على إيقاع آلات العود والكمان والبيانو جعل الفنان التونسي، وهو مغنّ وملحّن، فضلا عن صوته الذي ينتقل بسلاسة من التفخيم إلى الرقة ويمارس "تنويما صوفيا" على جمهور باب الماكينة بفاس. ولم يُخف الفنان التونسي مشاركته في الدورة الرابعة والعشرين لمهرجان فاس للموسيقى الروحية، والغناء أمام الجمهور المغربي، وقال في كلمة قبل انطلاق حفله: "أنا سعيد وفخور جدا بأن أحضر معكم هنا في المغرب، بلد الموسيقى والفن". وأتحف ظافر يوسف الجمهور بأداء رائع على خشبة مسرح باب الماكينة، رفقة أفراد فرقته الموسيقية المتحدرين مِن الولاياتالمتحدةالأمريكية وإيطاليا وفرنسا والنرويج، وكان ينقل الجمهور بسلاسة من الأنغام الصوفية الهادئة إلى الموسيقى الصاخبة على إيقاعات الجاز. وينبع "الأداء الروحاني" غناء وعزفا، من كونه كان منذ الصغر يحب الاستماع إلى مجوّدي القرآن ذوي الأصوات الشجية، والمعروفين على الساحة، مثل المقرئ عبد الباسط عبد الصمد والمقرئ محمد عمران. وعلى الإيقاعات الصوفية نفسها التي انغمس فيها جمهور باب الماكينة طيلة ساعتين من الزمن، أمام المنصة التي أثثها ظافر يوسف، أحيت فرقة حمادشة المغرب أول الحفلات المخصصة لليالي الصوفية، التي يحتضنها جنان السبيل. وتتواصل فعاليات مهرجان فاس للموسيقى الروحية، اليوم الأحد، بحفل تحييه فرقة "ذاكرة دولس" من فرنسا، في حديقة جنان السبيل، على الساعة الرابعة والنصف، وعلى الساعة التاسعة سيكون الجمهور على موعد مع حفل "رحلة ابن بطوطة"، تحييه فرقة جوردي سافال، وفي الساعة الحادية عشرة سيكون الجمهور مع حفل الطريقة الحبيبية في جنان السبيل.