يصطدم النضج الكروي الذي وصل إليه جيل اللاعبين الكروات المليء بالمواهب في مدينة كالينينغراد الروسية بنيجيريا، رمز القوة الأفريقية، التي ستلعب دون ضغوط وبكثير من الثقة، وذلك في مستهل مشوارهما بمونديال روسيا، الذي انطلقت صافرته بفوز ضخم لأصحاب الأرض على السعودية بخماسية نظيفة. وسيطمح لوكا مودريتش وإيفان راكيتيتش، نجما ريال مدريد وبرشلونة، وزملائهما من الجيل الكرواتي الحالي في تحقيق إنجاز ببطولة كبرى كالمونديال، وإهداءه للمنتخب، يضاف إلى إنجازاتهما على مستوى الأندية، عندما سيخوضون السبت مباراة بلادهما الأولى ضمن المجموعة الرابعة، والتي سيديرها الحكم ساندرو ريتشي من البرازيل. وستكون أمام المدرب، زلاتكو داليتش، العديد من الأوراق للدفع بها سعيا لإنهاء اللعنة التي تصاحب كرواتيا منذ مونديال 1998 حينما حلت في المركز الثالث، الأفضل لها في التاريخ، بقيادة الرئيس الحالي لاتحاد اللعبة، دافور سوكر، حيث لم تحقق منذ ذلك الحين أي انتصار لها في مباراتها الأولى بالبطولة العالمية. واعتادت كرواتيا خلال العقدين الأخيرين أن تبقى في منتصف الطريق، كما هو الحال قبل أربعة أعوام بالبرازيل، عندما تعادلت أمام أصحاب الأرض في المباراة الافتتاحية لكنها فشلت في اجتياز دور المجموعات في نهاية الأمر، وكذلك في أمم أوروبا قبل عامين، عندما ودعت البطولة من ثمن النهائي رغم فوزها على إسبانيا حاملة اللقب وقتها. لكن داليتش يقر بأفضلية فريقه ويرشحه إلى جانب الأرجنتين لاجتياز المجموعة التي تضم أيضا ايسلندا، التي تشارك للمرة الأولى في هذا الحدث العالمي، ولهذا فهو يراهن على انطلاقة قوية للمنتخب وينتظر أن يلعب بخطة هجومية ضد المنتخب الأفريقي. ولم تكن استعدادات كرواتيا للمونديال بالسهلة، بعد خسارتها مرتين أمام بيرووالبرازيل، وانتصارها على المكسيك والسنغال. وألمح المدرب الكرواتي اعتماده المرجح على ثلاثي الهجوم المكون من لاعب هوفنهايم، أندريي كراماريتش، ولاعب اينتراخت فرانكفورت، أنتي ريبيتش، ولاعب يوفنتوس، ماريو ماندزوكيتش، ويدعمهم إيفان بيريسيتش، صانع ألعاب إنتر ميلانو. وينتظر أن يضحي داليتش بلاعب وسط فيورنتينا، ميلان باديلي، بالتشكيلة الاساسية التي سيدفع فيها برمزي الفريق، مودريتش وراكيتيتش. من جانبها تعد نيجيريا واحدة من المنتخبات التي تعقد عليها آمال كبيرة في أي بطولة عالمية، وهي قادرة على الوقوف في وجه أي فريق مهما كان حجمه، حال اتحدت صفوفها. ويصل منتخب "النسور الخضراء" للمونديال بنتائج ودية متباينة أيضا، حيث خسر ثلاث مرات في آخر خمس مواجهات له، لكنه يمتلك لاعبين متمرسين من ذوي الخبرة الكبيرة لتجاوز هذا الأمر. وسقط منتخب نيجيريا أمام صربيا وإنجلترا والتشيك، وفاز على بولندا وتعادل أمام الكونغو، لكنه رغم ذلك يعد المنتخب الأفريقي الأكثر امتلاكا للحظوظ لتحقيق المفاجأة في هذا المونديال، بعد النتائج الرائعة التي حققها في التصفيات وتصدره لأقوى مجموعاتها. وتمتلك نيجيريا المهاجم فيكتور موسيس، مهاجم تشيلسي، الذي قد يصنع الفارق وسيقود هجوم بلاده ضد كرواتيا. ويأتي في ظهر موسيس كل من أليكس أيوبي لاعب أرسنال، أحمد موسى المحترف في ليستر سيتي إضافة لكيليتشي إهياناتشو، الذي تأهل بصفوف مانشستر سيتي ويلعب الآن في ليستر، إضافة لجون أوبي ميكيل، قائد الفريق المحترف الآن في الصين بعد مشوار طويل بالبريميير ليج مع "البلوز". فال"النسور الخضر" تمتلك كل المقومات لقلب الطاولة في مجموعة تعج بالنجوم، ولتحقيق حلمها بتخطي دور الستة عشر في المونديال وذلك في مشاركتها السادسة بالمونديال. وفيما يلي التشكيل المتوقع لكلا الفريقين كرواتيا: دانييل سوباسيتش، سترينيتش، لوفرين، فيدا، فيرساليكو، مودريتش، راكيتيتش، أنتي ريبيتش، كراماريتش، بيريسيتش، وماريو ماندزوكيتش. نيجيريا: فرانسيس أوزوهو، ليون بالوجون، بريان إدو، عبدالله شيهو، تروست إكونج، أليكس أيوبي، وليفريد نديدي، جون أوبي ميكيل، أوجيني أونازي، أوديون إيجالو وفيكتور موسيس.